"لا تاريخ بلا وثيقة" هكذا ذكر رائدا المدرسة الوثائقية لانجو وسينيوبوس، فالوثائق مصدر مهم لكتابة التاريخ؛ لأن التاريخ في مجمله يعتمد على الوثائق، سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة عربية كانت أو أجنبية. وتكون الوثائق على أشكال متعددة، منها: الرسائل والوصايا والصكوك والوقفيات والبرقيات وغيرها. ولأن الوثائق ورقية ومادة الورق معرضة للتلف بمرور الوقت وتقادم الزمن عليها. فإن لم يعتن بها وتحفظ في أماكن مخصصة لها بعيداً عن مسببات التلف كالرطوبة والشمس وغيرها فإن هذا يؤدي إلى نقصان مواد كتابة التاريخ. لهذا أنشئ على مساحة 900م2 مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية التابع لدارة الملك عبدالعزيز، والذي يهتم بالوثيقة سواء كانت أوراقاً شخصية أو كتباً مخطوطة. وقد شرّفه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز بافتتاحه في 26/12/1425ه حيث يعمل القسم على تعقيم وترميم الوثائق والمخطوطات والخرائط، بالإضافة إلى إقامة دورات متخصصة في التعقيم داخل المركز للمتدربين من خارج الدارة. ويضم ثلاثة أقسام، يتفرع عن كل قسم منها عدة فروع وهي: الترميم: ويتفرع منه ثلاثة أقسام وهي: أ-التعقيم ب- المعالجة الكيميائية ج- الترميم الآلي واليدوي. ويحتوي القسم على مختبر للمعالجة الكيميائية بالمحاليل التي تعيد الوثيقة لحالتها الطبيعية، وتزيل عنها الأتربة والأوساخ وما يدخلها من مواد حمضية وكيميائية. كذلك ويعمل القسم على إكمال الأجزاء المفقودة من الوثيقة وتقوية أوراقها. وذلك بغرض حفظ الوثيقة. ويضم القسم عدة أجهزة وهي: - جهاز لتقطير الماء. – جهاز فك الأوراق الملتصقة. - جهاز كبسولة مايلر - جهاز التنظيف الجاف – جهاز لسد الثقوب – جهاز تصفيح الوثائق – مكبس حراري هيدروليكي ويدوي – مقص أوراق – كاوية حرارية – مقص بولي إيثيلين – خزانة لشفط الغازات السامة.. أما قسم التعقيم فيهتم بعملية القضاء على الآفات الحشرية والفطريات الموجودة داخل الوثائق وأوراق المخطوطات وأغلفتها الجلدية، والتي تسبب ببقائها مع مرور الوقت إتلاف الوثيقة بالكامل. ويتم ذلك من خلال ثلاثة أنواع من الأجهزة هي: جهازان تعقيم بغاز الأوزون. جهاز التعقيم بالأقراص الكيميائية. سيارة تعقيم متنقلة.. أما قسم التجليد فيعيد للكتب المخطوطة روحها من خلال إعادة تجليدها من جديد بالجلد الطبيعي أو الصناعي (الفني الفاخر-الملكي الراقي-الروماني)، وزخرفتها بالنقوش المذهبة. من خلال آلة تذهيب الكتب، وآلة بصم وكتابة العناوين. وكذلك عمل صناديق وعلب ذات مواصفات عالية لحفظ الوثائق والمقتنيات التاريخية. أما قسم قسم التصوير فيندرج تحته ثلاثة فروع هي: المصغرات الفيلمية (الميكروفيلم/Microfilm): ويعمل على حفظ الوثائق الورقية على أشرطة رقمية، تعمل على حفظ الوثيقة أكبر قدرٍ من الزمن. ويضم عدداً من الأجهزة منها: جهاز تصوير الخرائط. – جهاز تصوير المخطوطات. – جهاز تصوير متنقل. - وأجهزة تصوير الوثائق.. قسم التصوير الرقمي ويمتلك القسم أحدث الأجهزة للتصوير الرقمي من كاميرات عالية الدقة وأحدث الماسحات الضوئية الرقمية المتطورة في مجال التصوير، وكذلك يمتلك المركز جهاز تحويل الأفلام الميكروفيلمية إلى صيغة رقمية.. ومعمل التحميض والاستنساخ: حيث يتم من خلاله حفظ الوثائق والمخطوطات على صيغ مصغرات فيلمية. كما يضم المركز وحدتين متنقلتين لترميم وتعقيم وتصوير الوثائق والمخطوطات في سيارتين مخصصتين لذلك. يمكّن من استخدامها في أي مكان لتعقيم المواد التي يصعب إيصالها إلى المركز، وذلك لأي مواطن أو مقيم "مجاناً"، ويمكن التواصل مع المركز على الهاتف المجاني 8001243535 والفاكس 0096614013597 والبريد الإلكتروني [email protected] * عضو الجمعية التاريخية السعودية