نجح المبتعثون في تقديم صورة مشرّفة وصادقة عن قيم بلادهم وتقاليدها وعاداتها، فهم سفراء يمثلون حضارة وطنهم وتراثه وواقعه الاجتماعي والتنموي والاقتصادي، حاملين معهم انتماءهم وولاءهم إلى دول العالم. وكشفت الفعاليات والبرامج العلمية والتثقيفية أن المبتعثين السعوديين من الجنسين حققوا نتائج أبهرت من حولهم، وكسبت احترامهم، وتقديرهم، بل أضافت رصيداً إيجابياً لمستوى الحضور الواعي والمسؤول للمواطن حين يجد الفرصة أمامه. المبدل ل «قناة وكلس» الأمريكية: نفاخر بمنجزات «عبدالله بن عبدالعزيز».. ورؤيته التنموية اختصرت الزمن تسويق وتجاوز عقبات وقال «علي اليوسف» - طالب ماجستير في السياحة الدولية بجامعة فلندرز بأستراليا مبتعث من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ورئيس اللجنة الاجتماعية في النادي السعودي بمدينة أديلايد - أنّ هناك العديد من الإنجازات التي حققها الطلاب السعوديون وأهمها إبراز دور المملكه في العالم، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المملكة والسعوديين لدى الأستراليين، وذلك بإحياء المناسبات الوطنيه في مقر المؤسسات التعليمية، واستغلال ذلك إيجابياً بتقديم معلومات عن التراث والثقافة السعودية، مبيناً أنّ المحاضرات لاقت صدى كبيراً وواسعاً من قبل الأكاديميين والطلاب الأستراليين والأجانب، منوهاً أنّه أثناء فترة دراسته للغة قدّم مقترحاً لمديرة المعهد يتعلق بإصدار صحيفة للمعهد معنية بالطلاب والطالبات في المعهد ولاتزال الصحيفة قائمة ومستمرة وتصدر بشكل دوري، لافتاً إلى أنّه عمل على نقل صورة عن السياحة الدينية في المملكه، وذلك بتقديم بحث متكامل عن الحج والعمرة وعدد الزوار الذين يأتون للمملكة سنوياً وكيف تساهم السياحة الدينية في دعم الاقتصاد الوطني، مضيفاً: «رغم ذلك فالطلاب السعوديون يعانون إجراءات الحصول على سكن في استراليا؛ نظراً لشروط بعض مكاتب العقار، ومنها تأمين يصل إلى (2500) دولار، إضافةً إلى استغلال واضح للسعوديين من قبل بعض المكاتب العقارية؛ بسبب علمهم بأنّ الطلاب السعوديين يحصلون على مكافآت من قبل الدولة، الأمر الذي يجعلهم يستغلوننا برفع الإيجارات والحصول على التأمين بعدة طرائق من ضمنها التحايل بحجة أنّ هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى صيانة وتعديل في البيت. صالح المبدل متحدثاً ل «قناة وكلس» الأمريكية صحراء وجمال وكشف «صالح المبدل» - طالب دراسات عليا، تخصص إدارة أعمال رئيس النادي السعودي في مدينة سكرانتن ولاية بنسلفينا - أنّه وزملاءه نظموا حفلاً كبيراً بالنادي السعودي في مدينة «سكرانتن» حاز إعجاب سكان المدينة، وتحدثت عنه الصحافة الأمريكية، وذلك بمناسبة ذكرى البيعة السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد، مضيفاً أنّه بيّن للأمريكيين عبر قناة «وكلس 16» أنّ المملكة قبلة المسلمين، وتعيش نهضة تنموية غير مسبوقة، ويقود المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو «رجل استثنائي» اختصر الزمن، وصادق، وعادل، ومحب لشعبه، ومخلص لهم، موضحاً لهم سبب تواجده في «أمريكا» من أنّ الملك عبدالله منح الشباب «فرصة العمر» لاستكمال دراستهم في أفضل الجامعات، وتأهيلهم، والرجوع إلى الوطن لخدمته في جميع المجالات، مبدياً لهم استغرابه من وجود فكرة أنّ السعوديين لايزالون يعيشون في الصحراء، ويركبون الجمال قائلاً: «نحن من الصحراء صنعنا بلداً وحضارة، وعلّينا صروحاً ومنارة، والشواهد كثيرة، ويكفي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية». علي اليوسف تصحيح الصورة ولفت «محمد بن عبدالعزيز التركي» - مبتعث من قبل مصلحة الزكاة والدخل لدراسة الماجستير بالمحاسبة - إلى أنّ الطلاب السعوديين جميعهم فخورون بما تحققه المملكة من نهضة شاملة كل عام، مبيناً أنّهم بدأوا كمجموعات بتصحيح الصورة الخاطئة المرسومة عن المملكة ونشر العادات والتقاليد وإيضاح مدلولاتها للمجتمع الغربي، كاشفاً أنّه واجهته صعوبة في إيجاد سكن، مقدماً شكره لأحد زملائه الذي سمح له بالمكوث في منزله لمدة ثلاثة أسابيع إلى أن حصل على مسكن له ولعائلته، مشيراً إلى أنّهم يلقون تعاملاً جيداً من الأستراليين ولا وجود للعنصرية في ذلك. فيصل العصيمي تصورات ذهنية واتفق «فيصل خالد العصيمي» - مبتعث ماجستير في تقنية النانو - و»يوسف عبدالرحمن اسماعيل» - مبتعث ماجستير إدارة أعمال - على أنّ أهم الصعوبات التي تمر بالمبتعث خارج وطنه هي التصورات الذهنية المسبقة عن البلد والمجتمع وطرائق الدراسة، ومن أبرزها ما يُشاع من أنّ الدراسة في «استراليا» أسهل من الدول الأخرى، وأنّ نظام التعليم الأسترالي متساهل أكثر مع الطالب الأجنبي، ولذلك تجد أنّ الطالب في البداية لا يأخذ الدراسة بجد؛ ما يسبب إخفاق بعض الطلبة في المراحل الأولى للدراسة، مؤكدين على ضرورة تكثيف البرامج الإرشادية التي تسبق الابتعاث، حتى يتم التخلص من هذه التصورات الخاطئة، مبينين أنّ نظام التعليم الأسترالي يمتاز بسمعة دولية مرموقة في الجوده. محمد التركي هوية عربية وأضاف «عبدالرحمن أحمد الحيدري» - طالب دكتوراه في التطبيقات اللغوية مبتعث من قبل جامعة أم القرى - بأنّهم أسسوا رابطة رسمية باستراليا باسم «رابطة الطلبة السعوديين في أدليد» تنظم أمسيات ثقافية مفتوحة للتعريف بالثقافة السعودية بدعوة عامة وبحضور وسائل الإعلام الأسترالية، كما يلقي مدرسو اللغة الإنجليزية في أستراليا محاضرات عن الاختلافات الأكاديمية بين النظام الدراسي السعودي والأسترالي، وإدارة وترجمة محفل لقاء المؤسسات الرسمية الأسترالية من جامعات وإدارة الهجرة والتأمينات للطلبة السعوديين في «أدليد»، وتنظيم محاضرة عن فن بدء الحوار مع غريب في أستراليا، ومحاضرة عن لغة الجسد وكيف يستطيع الشخص السعودي التغلغل والتأقلم في المجتمع الجديد، وتنظيم ورشة عمل للطلبة السعوديين حول الكتابة الأكاديمية، ومحاضرة عن تجربة المملكة الفريدة في تعليم اللغة الإنجليزية ومحافظتها على الهوية العربية الإسلامية، والمشاركة بمؤتمر لغوي بورقة علمية حول «أسلمة اللغة الإنجليزية في السعودية»، مضيفاً أنّ من النشاطات التي ينظهما الطلاب السعوديون زيارة المرضى في مستشفى «أدليد» وحفلات العيد والإفطار في رمضان، كما يتم استقبال الطلاب الجدد ومساعدتهم في الحصول على السكن والتسجيل في الجامعات، موضحاً أنّ هناك أطباء سعوديين في المستشفيات درسوا في الجامعات الأسترالية بالعديد من التخصصات، كما نشر العديد من الطلاب السعوديون بحوثاً علمية وبعضهم نالوا جوائز لمراكز أولى، وآخرون شاركوا في مختلف المؤتمرات العلمية. يوسف عبدالرحمن تعدد الثقافات وقال «سالم سلمان» - مبتعث لدراسة بكالريوس محاسبة: من أهم الأعمال التي حققتها خلال الثلاث السنوات الماضية هي مساعدة الطلاب الجدد القادمين إلى أستراليا وبالأخص من لديهم صعوبات التواصل بسبب عائق اللغة، وأيضاً تنظيم مهرجان تعدد الثقافات في العاصمه الأسترالية كانبيرا لعام (2011) الذي حقق مراكز متقدمة بفضل الله تعالى، وأتمنى أن تسنح لي فرص أكبر في تقديم أعمال حمل اسم الوطن الغالي»، مشيراً إلى أنّ المبتعث بعد وصوله لبلد الابتعاث مهما كان مستعداً لابد أن يواجه صعوبات، ومنها حضانة الأطفال، ومعرفة القوانين، والسكن. سالم سلمان عبدالرحمن الحيدري