استبعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر احتمال حدوث فوضى في العراق في حال سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال الصدر في رده على سؤال لأحد اتباعه بشأن تصريحات بعض نواب ائتلاف دولة القانون حول حدوث فوضى عارمة في العراق في حال سحب الثقة منن المالكي "إن الهدف الأعلى والأسمى هو الحفاظ على العراق وشعبه سالماً آمناً غانماً يعيش في ظل السلام والأمان، متنعماً بحقوقه بظل اعطاء واجباته ولا يمكن ان يكون سحب الثقة مقدمة للفوضى وخصوصاً ان سحب الثقة دستوري ديمقراطي.. فهل الديمقراطية تعني الفوضى". وتأتي تصريحات الصدر فيما تسعى قوى سياسية عراقية عدة بينها تياره الى الحصول على اصوات في البرلمان تكفي لسحب الثقة من المالكي، اي النصف زائد واحدا من عدد مقاعد البرلمان المكون من 325 نائباً. وكان الصدر وعد الكتل السياسية بتأمين 164 صوتاً داخل مجلس النواب لسحب الثقة من المالكي. وكان قادة الكتل السياسية، جلال الطالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي، ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، عقدوا في منتجع دوكان الأربعاء اجتماعا للبحث عن مخرج للأزمة السياسية بالبلاد. وقال الطالباني اثر الاجتماع انه "يلتزم بما يفرضه عليه الدستور وما يعبر عن مصالح البلاد العليا، وما يؤدي الى اعادة اللحمة الوطنية وتفعيل الآليات التي تعزز المسيرة الديمقراطية". وسبق هذا الإجتماع انعقاد اجتماع ثنائي مغلق بين الطالباني والبارزاني للتشاور حول الأزمة السياسية في العراق وسبل الخروج منها. ميدانياً قتل سبعة اشخاص على الاقل واصيب اكثر من ثلاثين آخرين بجروح في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارة مفخخة صباح امس في بغداد، بحسب ما ذكرت مصادر امنية وطبية . وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "اربعة اشخاص قتلوا واصيب 18 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في الشعلة شمال بغداد". لكن مصدرا طبيا اكد مقتل ستة اشخاص واصابة 14 في هذا الهجوم الذي وقع حوالى الساعة 10,00 (07,00 تغ). واغلقت قوات الشرطة والجيش موقع الهجوم، ومنعت الصحافيين من الاقتراب من المكان. وقال ضابط برتبة ملازم اول في مكان الهجوم "ما نعرفه ان انتحاريا كان يقود السيارة المفخخة وان ثمانية اشخاص قتلوا في الهجوم" الذي ادى الى تدمير عدد من المحلات وتحطيم زجاج مبنى مجاور. ونقلت الشرطة من مكان الحادث سيارة اجرة صفراء بدت اثار الدماء على باب ومقعد السائق فيها، قبل ان تمر شاحنة صغيرة تنقل نعشا التف حوله نحو عشرين شخصا وهم ينتحبون ويهتفون "الله اكبر". واكدت وزارة الداخلية العراقية على موقعها الالكتروني ان سيارة مفخخة انفجرت "في منطقة الشعلة ببغداد ، مستهدفة المواطنين الابرياء واسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى". واضافت ان "اصابات العديد من الجرحى بالغة". وفي هجمات اخرى، ذكر المصدر في وزارة الداخلية ان "شخصين قتلا واصيب سبعة آخرون بجروح بانفجار ثلاث عبوات ناسفة في منطقة العامرية في غرب بغداد". واضاف ان "اربعة من عناصر الشرطة اصيبوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في الدورة جنوب بغداد". وتابع هذا المصدر ان "اربعة من المارة اصيبوا بجروح في انفجار عبوة اخرى في منطقة الغزالية في غرب بغداد، قبل ان تنفجر عبوة ثانية استهدفت سيارة اصيب سائقها بجروح". كما "قتل شخص واصيب اربعة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في اليرموك"، بحسب المصدر ذاته. واكد المصدر الطبي مقتل شخص في هجوم اليرموك، كما اشار الى اصابة خمسة اشخاص في انفجار عبوة ناسفة في السيدية في جنوب بغداد. وافاد المصدر الامني ان الهجمات وقعت بين الساعة 08,00 (05,00 تغ) والساعة 09,00 (06,00 تغ) ووقعت هجمات الامس في وقت كانت تدير وزارة النفط العراقية الجلسة الثانية لجولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز في مقرها بوسط بغداد وبحضور ممثلين عن عشرات الشركات العالمية. وتعد هذه الهجمات الاكبر في بغداد منذ مقتل 17 شخصا في سلسلة انفجارات في العاصمة ومحيطها في 19 نيسان/ابريل ضمن هجمات منسقة وقعت في انحاء العراق وقتل فيها 38 شخصا واصيب اكثر من 170 بجروح. وتشهد البلاد منذ نحو تسع سنوات اعمل عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين ورجال الامن. وفي نيسان/ابريل، قتل 126 شخصا بينهم 88 مدنيا و18 شرطيا و20 جنديا، في هجمات وقعت في انحاء البلاد وفقا لارقام وزارات الصحة والداخلية والدفاع، بينما قتل 112 شخصا في اذار/مارس.