سبع سنوات قضاها عبدالله بن عبدالعزيز في الحكم.. كانت تحقيقا لأحلام إخوة يوسف ومن بعده من الشعوب العربية والاسلامية. ملكٌ صالح جاء ليزرع "للتغيير" مفهوم الحداثة، ويضع بصمة لا يمحوها الدهر، هُناك من يمُرّ بحياة الانسانية وتكون الرمال آخر عهد باسمه، تمحو امواج الأزمنة بقايا خطاياه، وهُناك من ينقشُ اسمه وافعاله بحروف من ذهب على صخرة التاريخ "عبدالله بن عبدالعزيز" رجلُ المُهمات الصعبة، ورجلُ الموقف، "وموقف الرجل" جعل مني ومنك انت ايها الشاب والرجل السعودي ملوكاً في داخل البلد وخارجه، يردد دائما وابداً، حفظة الله، انا خادمكم وخادم الدين، ينادي المسؤولين بصوت عال ومسموع وبأمر ولي الامر "بأمر أب" يخاف على ذريته وعلى الامانة التي في عنقه يخاف الله قبل كل شي، (من ذمتي لذمتكم )، (من رقبتي لارقابكم..) "لا تسكرون ابوابكم ولا تضعون عليها اقفال، المواطن أهم". هذا هو "ابا متعب"، ملكٌ للشعب واب للشعب جعل من الشعب ملوكاً يعتزون بدينهم ووطنهم. حينما تدُرك ان ولي الامر هاجسه انت وفكره انت تشعر بانك امام مسؤولية عظيمة لردّ الدين لهذا الوطن ورجالاته. حينما تُدرك ان ولي الامر خوفه عليك اكثر من خوفه على نفسه يتولد لديك شعور الغيرة على كل ذرة ترُاب لهذا الوطن ورجالاته. الحُب هو من جعلنا نضيق ذرعاً حينما يُصيب فرداً منا بسوء، تعلّمنا من والدنا ان نكون لحمة واحدة، ويدا واحدة، غرس فينا لغة الحوار والتفاهم ونبذ العصبية والتشاحن، تعلمنا منه كيف يكون الانجاز، وكيف يكون الحب للاخر، واحترام الآخر حتى وان كنت على اختلاف معه، لا تنبذه حاوره "ناقشه"!! من يُصدّق ان نرى في الرياضوجدة والدمام وابها وتبوك وجازان جامعات وكليات تضم الآلآف من الطلبة والطالبات في فترة وجيزة. من يُصدّقُ ان تكون الدول في العالم اجمع تحتضن مئات الآلاف من ابنائنا وبناتنا للدراسة والتعليم.. فمشروع الملك عبدالله للابتعاث من اعظم مشاريع تاريخ هذا البلد. من يُصدق اننا في فترة وجيزة (سبع سنوات) قفزنا قفزات هائلة.. في الثقافة والادب والاقتصاد والتعليم والصحة والطرق وغيرها. من يصدق ان الجزيرة العربية "هذه الصحراء" ستكون مكانا يسير بها قطارات هٌنا وهُناك.. لولا أن من الله سبحانه وتعالى علينا بهذا الرجل (ابا متعب) فكر التنمية وتنمية الفكر!! نحن بالف خير مادمت انت بخير يا ابا متعب. نحن مُلوك بوجودك وعزتك وثقتك بنا. نحن يدك التي تقف بالمرصاد لكل عابث بالبلد وثرواته ومُغرّر بشبابه. نحن عينك التي تسهر لينعم هذا البلد بالامن والامان بوجودكم انتم العون بعد الله لاستقرار هذا الوطن المعطاء. دُمت لنا ذخرا وللامتين العربية والاسلامية. * مستشار إعلامي في التلفزيون السعودي