بدأت في دول اوروبا حملة لطرد سفراء النظام السوري على اثر (مجزرة الحولة) الشنيعة التي ذهب ضحيتها اكثر من مائة قتيل بينهم العديد من الاطفال، فمن فرنسا الى ايطاليا والمانيا واسبانيا وبريطانيا وعبر المحيط في واشنطن و كندا واستراليا اعلنت تلك الدول عن طرد السفراء والدبلوماسيين السوريين في خطوة من المتوقع ان تتبعها خطوات مماثلة من دول اخرى . فأعلنت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ان الولاياتالمتحدة قررت طرد القائم بالأعمال السوري . وفي فرنسا اعلن الرئيس فرانسوا أولوند امس ان فرنسا ستطرد السفير السوري بعد تصاعد الأزمة في سوريا مضيفا أن بلاده ستستضيف اجتماع أصدقاء سوريا ببداية يوليو/ تموز. وقال أولوند الذي كان يتحدث مع الصحافيين بعد اجتماع في باريس مع رئيس بنين توماس بوني يايي "من بين القرارت التي اتخذت طرد السفير السوري من فرنسا. هذا ليس قرارا أحادي الجانب ولكن اتخذ بالتشاور مع شركائنا." وفي برلين استدعت وزارة الشؤون الخارجية الالمانية امس السفير السوري في برلين واعلمته بخبر طرده من الاراضي الألمانية، حسب ما قالت وكالة الأنباء الالمانية. وأفادت مصادر دبلوماسية امس أن أسبانيا سوف تطرد السفير السوري فى مدريد احتجاجا على المذبحة التي شهدتها مدينة الحولة السورية . وقالت المصادر إن الخارجية الأسبانية تعمل بالتنسيق مع الدول الأوروبية الأخرى. من جانبهااعلنت وزارة الخارجية الايطالية امس انها استدعت سفير سوريا في روما لابلاغه بانه "شخص غير مرغوب فيه" وطرده ردا على "اعمال العنف ضد المدنيين التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة السورية". واوضحت الوزارة في بيان ان هذا التدبير "المنسق مع الشركاء الاوروبيين الاخرين توسع" ليشمل "موظفين عدة في السفارة". وفي لندن قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني امس إن بريطانيا قررت طرد القائم بالأعمال السوري ودبلوماسيين سوريين اثنين كبيرين. وتأتي الخطوة في اطار قرارات طرد منسقة لدبلوماسيين سوريين من عواصم أخرى كبيرة. وقال هيغ إن الدبلوماسيين منحوا سبعة أيام لمغادرة البلاد. وعبر الاطلسي قال جون بيرد وزير الخارجية الكندي امس إن كندا ستطرد على الفور الدبلوماسيين الثلاثة المتبقين في أوتاوا بعد المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة السورية الأسبوع الماضي. وأضاف لراديو (سي.إف.أر.إيه) في أوتاوا إن الثلاثة وهم القائم بالأعمال ومسؤولان آخران أبلغوا بطردهم. وتابع "نريد أن نقول بشكل لا لبس فيه إن هذا الأمر غير مقبول تماما... نريد أن ندين هذه الأفعال" في إشارة إلى مذبحة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل. كما اعلنت استراليا امس طرد دبلوماسيين سوريين اثنين اثر مجزرة الحولة بوسط سوريا التي اوقعت ما لا يقل عن 108 قتلى غالبيتهم من الاطفال والنساء، موضحة ان دولا اخرى ستتخذ قرارات مماثلة. وقال وزير الخارجية بوب كار ان القائم بالاعمال السوري جودت علي ارفع دبلوماسي سوري في استراليا، ودبلوماسي اخر امهلا 72 ساعة لمغادرة البلاد. واضاف كار للصحافيين "انها الوسيلة الاكثر فاعلية التي نملكها بتوجيه رسالة تنقل اشمئزازنا الى الحكومة السورية". واستدعى مسؤولون حكوميون استراليون الاثنين القائم بالاعمال السوري للاستيضاح حول المجزرة. وقال بوب كار انه "على الحكومة السورية الا تتوقع التزامات رسمية اخرى مع استراليا قبل ان تحترم وقف اطلاق النار الذي اقرته الاممالمتحدة وتتخذ اجراءات عملية لتطبيق خطة موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان". واضاف ان "هذه المجزرة التي راح ضحيتها اكثر من مئة شخص في الحولة من رجال ونساء واطفال هي جريمة شنيعة ووحشية". وتابع ان جودت علي مكلف ان ينقل الى حكومته رسالة واضحة جدا مافادها ان "الاستراليين روعتهم هذه المجزرة ونتطلع الى رد دولي موحد لملاحقة المسؤولين". واوضح الوزير الاسترالي ان بلاده اتخذت هذا القرار "مع دول اخرى في العالم" ويتوقع طرد دبلوماسيين سوريين آخرين من دول اخرى. وتابع كار "نتقدم مع اصدقائنا في العالم واتوقع ان تتحرك دول اخرى خلال الليل".