شكك دبلوماسي روسي أمس في مستهل جلسة مشاورات مغلقة يعقدها مجلس الامن الدولي حول التطورات في سوريا، في مسؤولية النظام السوري عن المجزرة التي ارتكبت في مدينة الحولة. وقال مساعد الممثل الدائم لروسيا في الاممالمتحدة ايغور بانكين للصحافيين "علينا ان نتأكد ما اذا كانت السلطات السورية" مسؤولة عن المجزرة، لافتا الى ان "معظم" الضحايا قضوا بالسلاح الابيض او "اعدموا عن قرب"، الامر الذي يتناقض مع تأكيد المراقبين الدوليين ان الضحايا تعرضوا لقصف مدفعي. يأتي هذا في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الامن الدولي لمناقشة التطورات بعد المجزرة، فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض الشعب السوري الى "خوض معركة التحرير" معتمدا على قواته الذاتية في حال تكرر الاخفاق الدولي في شأن الأزمة المستمرة. في هذا الوقت تواصلت اعمال العنف في سوريا وتحدث ناشطون عن مقتل 29 شخصا بينهم 20 مدنيا، وذلك غداة التنديد الدولي العام الذي اثارته مجزرة الحولة والتي اسفرت عن مقتل نحو مئة شخص وفق بعثة المراقبين الدوليين المنتشرين في مناطق سورية عدة. وكانت روسيا اعلنت في وقت سابق انها ستعرقل صدور بيان من المجلس في شأن مجزرة الحولة بناء على اقتراح بريطاني فرنسي، ما دام رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود لم يتحدث عن هذه القضية امام المجلس. وتم الاتفاق على ان يستمع اعضاء مجلس الامن خلال اجتماعهم أمس الى مداخلة من الجنرال مود. وابلغ رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود اعضاء مجلس الامن الدولي ان المجزرة في الحولة اسفرت عن 116 قتيلا، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية. واوضح مود ان نحو 300 شخص اصيبوا ايضا في هذه المجزرة التي اثارت استياء دوليا عارما، وتتهم المعارضة السورية القوات الحكومية بارتكاب المجزرة الامر الذين نفته السلطات السورية تماما. من جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المستقيل برهان غليون في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول أمس "اذا فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تحت الفصل السابع لن يكون هناك من خيار امام الشعب السوري سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة، معتمدا على قواته الذاتية وعلى الثوار المنتشرين في كافة انحاء الوطن وعلى كتائب الجيش الحر واصدقائه المخلصين". وبعد ان استنكر المجزرة التي وقعت في الحولة قال غليون "اهيب بالشعب السوري العظيم والجيش السوري الحر الوقوف على اهبة الاستعداد لانه لم يعد هناك من وقت نضيعه". واضاف "لم يعد لدى السوريين ما يخسرونه سوى اغلالهم ولن يتوقفوا عن مسيرتهم الظافرة سوى بعد الاعلان عن ولادة سوريا الديموقراطية الحرة السيدة الأبية". وكان المجلس الوطني دعا فجر أمس الأول الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن لبحث الوضع في سوريا واتخاذ "القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع". والمعروف ان الفصل السابع يتيح استخدام القوة "في حال حصل تهديد للسلام العالمي". واعتبر غليون ان المجتمع الدولي "لا يزال مترددا وضعيف الارادة في حماية المدنيين السوريين والقيام بعمل جدي لوقف نزيف الدم، ووضع حد لجرائم النظام، وهذا اثر على عمل المجلس الوطني وعلى شعور الراي العام بان المجلس لا يلبي متطلبات الثورة كما كانوا يتوقعون". وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو التقى أمس غليون الذي دعا المجتمع الدولي الى التدخل "لوقف المجازر" في سوريا. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى في وقت سابق أمس "بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت فى الحولة" ودان "باقصى العبارات هذه المجزرة الارهابية التي طالت ابناء سوريا بشكل اجرامي واضح المعالم". واعتبر ان مسؤولين ووزراء الخارجية الاجانب "ينتهزون اي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الاجنبي والعسكري في هذا البلد العزيز". واعلن المتحدث بان بلاده قامت بتشكيل "لجنة عسكرية عدلية" للتحقيق بكل المجريات على ان تصدر نتائج تحقيقاتها خلال ثلاثة ايام.