خلال هذه الأيام تدخل الكثير من الأسر في هموم الاختبارات والضغط النفسي الكبير الناتج عن انتظار ابنهم أو ابنتهم، مع أنها أخف بكثير من السابق إلا أن لهذه الأيام خصوصيتها، ولكن مع الأسف الشديد أننا نجد بعض الآباء أو الأمهات بين نقيضين إما الشدة والضغط على الطالب والطالبة أو اهمال الاختبارات حتى انها تبدأ وتنتهي دون أن يعلموا ما حدث، وفي المقابل نلحظ السهر والمواصلة والإكثار من شرب المنبهات وأحياناً كثرة التدخين مع الأسف الشديد، وكأن الأمر لا يمكن أن يطلق عليه اختبارات أو جو دراسي دون أن نوجد هذه الضغوط علينا، ورغم التحذيرات من قبل المختصين من بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها الطلاب أو الأهالي إلا انها موجودة وتتكرر في كل عام، فتكرار مثل هذه المشكلة ماذا يعني؟ وما هي الحلول المنطقية التي يمكن ان تسهم في التخفيف من حدتها عاماً بعد عام؟ لاشك بأن التوعية من قبل المؤسسات التعليمية أولاً بخطورة مثل تلك الأيام وسلبيتها على مستوى ووعي الطلبة ومستقبلهم، وأن تعمل على نشرها في المدارس من بداية العام، ويكون بالتعاون مع البيت ومن خلال وسائل الإعلام بكل أشكالها وألوانها، بحيث يكون هناك عمل منظم ومدروس يُخرج لنا جيلاً واعياً ومدركاً ومبدعاً وليس هدفه الاختبار والنجاح بأي وسيلة أو أسلوب حتى وإن أضر بصحته من أجل النجاح فقط! بعدها تحل المعضلة كما يقال! أتساءل: لماذا لا تكون أيام الاختبارات كباقي الأيام؟ لماذا تتكرر تلك الأفكار في كل عام؟ سؤال يبحث عن اجابة. وكشفت دراسة بريطانية حديثة ان الطلبة الذين يتناولون الماء أثناء الامتحانات تزيد فرصهم في التفوق نتيجة لدور المياه في تحسين وظائف المخ المتعلقة بالتفكير وتهدئة الأعصاب. وأظهرت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون من عدد من الجامعات البريطانية أن الطلبة الذين شربوا الماء أثناء الاختبار حصلوا على تقديرات تزيد على غيرهم الذين لم يشربوا بحوالي 10٪. وعزت الدراسة - التي شملت مئات الطلاب الجامعيين - هذه النتائج إلى تأثير الماء الايجابي على وظائف التفكير بالمخ، بالاضافة إلى دور الماء في إزالة الشعور بالقلق والتوتر، اللذين يملكان تأثيراً سلبياً على الأداء العام في الاختبارات. وقال الباحث «كريس باوسن» من جامعة شرق لندن ان النتائج تعني انه تم الربط بين العمل البسيط لجلب المياه في الامتحان والتحسن الذي طرأ على درجات الطلاب. ونصح الباحثون الطلاب ان يحرصوا على تناول المياه بشكل دائم خلال تأدية الامتحانات، والحرص على أن تكون أجسامهم رطبة بالماء، لضمان الحصول على أعلى الدرجات. واقترحت الدراسة أن تكون هناك سياسة عامة للسماح بتناول المياه، اثناء تأدية الاختبارات باللجان المختلفة في جميع المراحل التعليمية والتنبيه على الطلاب بذلك، هذه الدراسة ذكرتني ب(السطل) الذي كان يدور به أحد العاملين في المدرسة وبوسطه (غضارة أو طاسة) يمر بها على الطلاب والكل يشرب منها، إذا موضوع فوائد شرب الماء أيام الاختبارات معروف لدينا من سنوات، كل التوفيق لجميع طلابنا وطالباتنا.