نشبت قبل عدة أيام معركة. عجزت عن فهمها. أقفلت البلدية او عاقبت مطعما لأسباب كثيرة وجيهة من بينها إضافة رسم خدمة على الفاتورة. أو ان قرار إلغاء رسم الخدمة صدر من وزارة التجارة. الابرز في المعركة أن الصحف التي نشرت الخبر لم تذكر اسم المطعم. اكتفت بالقول( تحتفظ الجريدة باسمه). عبارة عجيبة اعتدنا عليها , كأنها عرف صحفي متبع في ارقى مدارس الصحافة في العالم. هذه الكلمة من أغرب المصطلحات الصحفية. لم اقرأها أبدا في غير الصحف السعودية. صار لها تفريعات: إذا شب حريق تقرأ الخبر بدون اسم ( في احد المستودعات) (في احدى محطات الوقود ) (في احد مقاهي العاصمة). تغير نمط العيش في المملكة. يفترض أن نغير طريقة التفكير. لا يجوز الخلط بين شيئين متناقضين. صارت الناس تأكل كثيرا من وجباتها خارج المنزل. وجبة المطعم اساسية. في العزائم في الجلسات الخاصة بل صار قانونا في بعض البيوت أن تأكل يوما في الاسبوع في مطعم. مطبخ المطعم امتداد لمطبخ البيت. في المقابل هناك فرق بين طرح الحقيقة وبين الافتراء الذي يعاقب عليه نظام الصحافة والإعلام. لا افقه لماذا تمتنع الجرائد عن ذكر اسم المطعم المخالف. طالما أن العقوبة نزلت على المطعم بمعنى أصبحت العقوبة قانونية فإذاً لا بد من ذكر اسم المطعم. مشكلتنا تبدأ ثقافية. في هذا الصدد نستخدم كلمة التشهير. تلاحظ أن معظم الكتاب والصحفيين يستخدمون كلمة تشهير. لماذا لا يشهر بالمطاعم التي ترتكب كذا وكذا. كلمة سلبية لها دلالة سيئة. عندما نطالب البلدية أن تشهر بالمخالف كأننا نطالب بانزال عقوبة غير اخلاقية. تمس الشرف والقيم. بالتأكيد عملية التشهير غير اخلاقية دينيا واخلاقيا. الاستمرار في استخدام هذه الكلمة سيحمي كثيرا من المخالفين. لا يجوز اخلاقيا التشهير بالناس. يقابل التشهير في ثقافتنا الستر. إذا كان الأمر كذلك فالمشكلة إعلامية وليست اخلاقية. اعلان اسم المطعم الذي قدم طعاماً منتهي الصلاحية لا يعني أن المطلوب هو فضحه ولكن المطلوب هو حماية الناس. المسألة ليست تشهيرا بالمطعم وإنما تنبيه الناس وحمايتهم لأخذ الحيطة. فمثلا الحي الخطر أو ما ينطوي على ضرر على الناس يذاع اسمه حتى يتم تجنبه أو اخذ الحيطة عند المرور به. عندما دعت بعض الدول مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان. لا يعني هذا التشهير بدولة لبنان. عدم ذكر اسم المطعم اهدار لحقوقي كمستخدم تستوجب على الأجهزة المعنية بما فيها وسائل الإعلام حمايتها. إذا تبين أن منطقة أو حياً أو دولة أو مطعما تشكل خطرا على الناس يتوجب على وسائل الإعلام اعلامي باسمها لا أن تحتفظ به. ما الفرق بين تعرضي لخطر التسمم أو تعريضي لانحطاط آدميتي بأكل غير صالح للآدمي وبين تعرضي للاصابة باطلاق نار او اعتداء. مع الأسف وقعنا في فخ الكلمة. بسبب كلمة( تشهير) جعلنا خيانة صاحب المطعم مجرد (خطأ) ورسالة الإعلام وأمانته عملاً غير اخلاقي.