بداية أؤكد تقديري للدكتور عبدالله التركي العالم الفاضل الرجل الحكيم في الكثير من مواقفه، وسيرته العملية خير شاهد لإنجازاته ....، ولكن اختلف مع فضيلته في تصريحه الأخير بمطالبة مسؤولي مؤسسات التنصير بوقف عمليات التبشير بين المسلمين لتتم إعادة الحوار مع ممثلي الكنائس .....؟؟؟؟ اشتراط غريب ...؟ ولا يمثل منطق العقل والقوة....، كيف نريد أن نقوم بنشر الدعوة الاسلامية لديهم، فيما نحن نرفض حقهم في نشر دينهم....؟ جميعنا نتمنى إيقاف عمليات التبشير، ولكن هناك اختلافاً بين الرأي الشخصي والموقف الرسمي في الكثير من المواقف...، بهذه الطريقة قد نقفل على انفسنا جميع ابواب الدعوة إلى الاسلام، بل ربما ندفعهم مع الوقت -لا قدر الله- لاغلاق المساجد والتضييق على المسلمين في دول الغرب.... بداية لا بد أن نؤمن عقلا ووجدانا أن الاسلام دين قوي، ولكن ضعفنا للاسف هو المشكلة، ورفض الحوار مع ممثلي الكنائس مستوى من مستويات الضعف، بل علينا فتح ابواب الحوار؛ وهو بالمناسبة يتفق مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الخاصة بحوار الاديان، تلك الدعوة التي انارت الكثير من الممرات المظلمة.... فهل نعود للوراء وخاصة من رجل بقامة الفاضل والعالم الدكتور عبدالله التركي وهو رجل المبادرات الواعية...؟ ممارسة سياسة الانغلاق والرفض لن تأتي بالخير على نشر الدعوة الاسلامية ، قد يأتي يوم ويطالبون بالمعاملة بالمثل وحينها ماذا نفعل هل نقاطع منتجاتهم؛ لانهم منعونا من نشر ديننا الاسلامي ...، ام سنمنع ابناءنا من الدراسة وتلقي ارقى العلوم منهم .....ام سنكتفي بالدعوة للاسلام في ديار المسلمين... اتوقع -وفي سياق دعوة خادم الحرمين الشريفين- ان تعيد المنظمة ممثلة في رئيسها التفكير في ذلك القرار، وان تبادر بفتح باب الحوار مع ممثلى الكنائس بشرط ان يمثل جانبنا الاسلامي علماء مؤهلون علميا مع نضج انفعالي واستيعاب لمتغيرات العصر بحيث يكون نموذجاً مناسباً للدعوة للاسلام ، لا نريد ان يمثلنا مَنْ يمارس ثقافة الانغلاق وثقافة الاقصاء، ولا نريد عقولاً تجيد لغة الرفض لا التفاوض، ولا نريد عقولاً تعتقد ان لها كل شيء وغيرها لا شيء.. لا نريد مَنْ لا يحترم الاختلاف، وقبل كل ذلك لانريد عالماً تقف معلوماته عند حدود العبادات لا التعاملات ...، فتح باب الحوار مع أصحاب الديانات الاخرى يُفترض اننا من يبادر به، وليس العكس؛ لأننا نمثل الدين السماوي الصحيح، دين اكد رب الجلال صلاحه لكل زمان ومكان ، دين قوي بمكوناته، ولكن للاسف ضعفنا وخلطنا بين محتوى الدين، وتنظير الاعراف والعادات جعلت خطاب الدعوة ضعيفاً، ولعل رفض فتح باب الحوار مع ممثلي الكنائس خير شاهد على سوء تقديرنا لردود فعل الآخر بما يضر الدعوة للإسلام في عقر دار هؤلاء التنصيريين.....ثقتنا في الدين ليست معتقداً بل هي ممارسة وقرار ووعي .....