تتواصل فعاليات المعرض الشخصي للفنان التشكيلي السعودي صديق واصل والمقام تحت عنوان « ولا يزالون مختلفين» والذي افتتح مساء الأحد قبل الماضي بجاليري أثر بمركز الصيرفي ميجا مول بشارع التحلية بمدينة جدة، وعلى مدى شهر كامل تحتضن قاعات جاليري أثر أعمال واصل الفنية التي يتجاوز عددها (40) قطعة فنية هي خلاصة تجربته الفنية الجديدة التي يراهن عليها في إحداث مفاجأة من العيار الثقيل لجمهور الزوار من الفنانين وذوي الاهتمام باقتناء الأعمال الفنية والمتابعين لتجربته البصرية. ومن جانبه يقول الفنان واصل: (ساعدني تخصصي في العلوم البيئية كثيراً، فكانت الخامات الملوثة للبيئة مصدراً لاستفزاز طاقاتي وقدراتي الخاصة وشحنها من خلال التأملات التي بدأت منذ زمن ليس بالقصير، كما أن بحثي المستمر فتح لي آفاقاً واسعة من التجريب والاكتشاف حتى وصلت لما أنا عليه الآن). وعن عشقه لخامة الحديد والتي يوظفها في منحوتاته يقول واصل: (الحديد كما هو معروف خامة مهمة في حياتنا وهو مذكور في القرآن الكريم حيث يقول المولى عز وجل: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) آية 25سورة الحديد وقد أسهمت هذه الخامة القوية في نهضة الأمم منذ القدم وحتى العصر الحديث). ويكشف واصل سر النجاح الذي سجلته أعماله الفنية في المعارض الدولية العديدة التي شارك فيها قائلاً : (سر نجاحي هو تميزي في أسلوبي سواء من ناحية التقنية والفكرة والأسلوب وعدم التكلف والاعتماد على طبيعة الخامات ومعالجتها ببساطة صادقة، والبعد عن التصنيع الفني). كثيراً ما أثارت أعمال الفنان صديق واصل اهتمام النقاد داخل المملكة وخارجها، حيث يقول الناقد التشكيلي السعودي سامي جريدي في قراءة نقدية له بعنوان أنسنة الاختلاف – قراءة في مشروع صديق واصل: (من يتأمل أعماله بدقة متناهية سيجد أنها تحاول أن ترسم وجوهاً وتحاول أن تطمسها وتخفيها معلناً بذلك بقايا وجه أو جزء وجه أو حتى هيئة وجه، أي لا وجود لوجه حقيقي متكامل في هذه الحياة، فالوجوه وتعبيراتها تمثل رموزاً مهمة لفك شفرات الفنان بدءاً من رسمه الهيكلي الكامل لجسد الإنسان وانتهاءَ بتركيزه على قطعة جسدية واحدة كالعين أو اليد مثلاً). (يبدو التفكيك الفلسفي لذلك من خلال محاولته لطمس هويتها وتشويهها وتغييبها بالقوة، ولعل محاولته لتغييب ملامح تلك الوجوه الأصلية يمثل نوعاً من الرفض والتمرد لجمالية الوجوه التي تمثل لدى الفنانين الآخرين جمالية مهمة للتعبير عن صورة معروضة في مخيلتهم لكن (صديق) يرى شيئاً مخالفاً لذلك عاشه على أرض الواقع، وهنا تأتي أسماء أعماله: (الوحش 1) و(وجوه) و(المقنع) و(الصامت) فارضة أشكالها لمفهوم أنسنة الحديد عبر تشكيل جديد لكائنات غريبة، هي أشبه ما تكون ممسوخة). يذكر أن الفنان صديق واصل يُعد أحد أهم وأبرز الفنانين السعوديين في المحترف السعودي، ويحمل درجة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ويشغل حالياً منصب مدير إدارة الثقافة والفنون بأمانة العاصمة المقدسة، وقد أقام أربعة معارض شخصية سابقة بمدينة جدة وله أكثر من 500 مشاركة محلية منذ العام 1413ه وحتى الآن، وكانت له مشاركة متميزة في أحد أهم المعارض الدولية في معرض ايدج اف آريبا استنبطول لعام 2010ومعرض ايج اف آريبا بجدة 2012 ومعرض اوفيد في العاصمة النمساوية فيينا 2011 م ومعرض نبط بشنغهاي الصين 2010 م ومعرض سوم ذاتية بغاليري اثر بجدة 2010 م ومعرض انظر ابعد بجدة غاليري اثر 2010م، إضافة إلى مشاركته في عدة مهرجانات فنية وبيناليات مثل بينالي داكار 2008م ومهرجان مراكش الفني ومهرجان مناسا بمعرض نبط بيروت وآرت دبي لأربع سنوات متتالية: 2009م و2010م وم 2011م و 2012 م عن طريق غاليري اثر بجدة. كما عرضت أعماله في عدد من الدول والعواصم والمدن العالمية منها: شنغهاي، روما، فينيا، لندن، دبي، المغرب، قطر، بكين، مصر، سوريا، الأردن، الكويت، فنزويلا، السنغال، البحرين، سلطنة عمان، لبنان، السودان، تونس وغيرها. يذكر أنه سيقام على هامش المعرض يوم الخميس القادم 24 مايو 2012م ورشة عمل مجانية عن تدوير المعادن وتحويلها إلى فن تهدف إلى عرض بعض التقنيات المستخدمة في أعمالي الفنية للحضور من الصغار والذي هم شريحة عمرية من 8-12 سنة .