خيب الأداء المتواضع لسهم شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي توقعات الكثير من المستثمرين والمراقبين عند تداولها في البورصة, وبعد طول انتظار لطرح الشركة لأسهمها في البورصة الأمريكية لم يتجاوز سعر السهم 45 دولارا كحد أعلى ثم تراجع بعد ذلك ليغلق عند نفس المستوى الذي انطلق منه وهو 38 دولارا، وواصل نزوله في اليومين الماضيين ليصل الى أقل من 34 دولارا. وعلى الرغم من توقعات بعض المتابعين أن يتجاوز سعر السهم 70 دولارا بالنظر إلى شهرة الشركة على مستوى العالم, واجتذاب موقعها ما يزيد على 900 مليون شخص حول العالم إلا أن أداءه لم يكن مبهرا. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن التراجع هو نتيجة للحالة التي تمر بها السوق الأمريكية والعالمية بشكل عام من تراجعات لم تساهم في دفع سعر السهم إلى الأعلى لكن الدكتور عمار فايز سنكري الخبير في الأسواق الدولية يرى أن هذا الأداء غير المبهر يعكس شك العديد من المستثمرين في قدرة فيسبوك على إيجاد مصادر كافية للربح من قاعدة مستخدميها الهائلة (حوالي 900 مليون شخص) بحيث تبرر ارتفاع سعر سهمها. وهذا هو حتماً التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركة في المدى المنظور. فبما أنها قد أصبحت شركة عامة، فمن الطبيعي أن يزداد الضغط عليها من قبل مستثمريها لزيادة مبيعاتها ودخلها الصافي. ويرى الدكتور سنكري أن هناك ثلاثة تحديات أمام شركة فيسبوك تعد أهم التحديات التي تواجهها في المستقبل ويمكن تلخيصها فيما يلي: - الضعف الذي يعاني منه بشكل عام سوق الإعلانات عبر الانترنت. فشركة جنرال موتورز (GM) مثلاً قررت مؤخراً وقف حملة إعلانات على فيسبوك بقيمة 10 ملايين دولار. - توجه حوالي 50% من أعضاء فيسبوك إلى استخدام الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية للاطلاع على حساباتهم في الموقع. ومن المعروف أنّ هؤلاء لا يتقبلون إعلانات مكثفة، بعكس مرتادي الشبكة من خلال الحواسيب الشخصية. - التطوير المستمر لوسائل الإعلان الموجه، بحيث باتت الجهات المعلنة تستخدم بيانات الأشخاص وعادات تصفّحهم لمواقع الانترنت لتوجيه إعلانات إليهم، مما يثير قضايا الخصوصية. فمع أن فيسبوك قد تعمد إلى زيادة الإعلانات الموجهة على صفحاتها لزيادة عائداتها، إلا أن نجاحها سيعتمد على مدى تقبّل مستخدميها لانتهاك خصوصيتهم.