"عاجل: وفاة طالب في مدرسة ثانوية دون معرفة الأسباب".. لم تكن تلك العبارة أنموذجاً لأمثلة كثيرة يتم تداولها عبر الأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي، دون التحقيق الوافي عن مدى صحتها، لا سيما إذ ذكر الضحية بالإسم، وتم نشر الرسالة بين عدة أوساط بشكل سريع جداً، مما قد يسبب هماً وويلات لذوي الضحية في الرسالة، ولو كانت لفترة قصيرة، نظراً لأن الشائعة تصل بسرعة أكبر مما كان في الماضي. تأثيرات بالغة وقالت "فاطمة علي" إنها تكافح الشائعات في برنامج ال"WhatsApp" حيث تردها يومياً كثيرٌ من الشائعات والأخبار غير الصحيحة، بيد أن التأثيرات تختلف حسب حجم تلك الشائعات على الناس المقصودين منها"، مبينةً أن خبر موت أحد الطلاب مثلاً وورود اسمه، واختلاق قصة مصورة قد تكون حصلت في منطقة خارج المنطقة الشرقية، وربما المملكة بأكملها، أو أنها ليست موجودة أصلاً تسبب قلقاً بالغاً لذوي الشاب، وخاصة حين يكون الشخص فعلاً قد شوهد منذ ساعات على الأقل". وعلى الرغم من أن الشائعات التي تؤثر في النفس تحتاج لحدث كبير يهز العائلة، بحسب "فاطمة"؛ إلاّ أن حالة الشائعة أصبحت تنتشر بطريقة أسرع بكثير مما كانت عليه، إذ يستغل مطلقو الشائعات التقنية الحديثة لنشر ما يريدون من قصص كاذبة، ويذكر "عباس" الذي يمازح أصدقائه ويفاجئهم بشائعة بين الحين والآخر أنه كان يمارس تلك العادة قبل ظهور تلك البرامج بقصد المزاح مع أصدقائه، قبل أن يتوقف بعد أن نشر شائعتين عبر البرامج التواصلية الجديدة مثل "وتس ب" و"بلاك بيري" وغيرها، نظراً لأن شائعته فقد السيطرة عليها بمجرد نشرها في إحدى المجموعات". وأضاف "عباس": "لا تتمكن من أن تسيطر على شائعتك التي تبدأ بمزحة مع مجموعة محدودة، والفرق بين الوضع السابق والحالي يكمن في أن الخصوصية زالت، فما تكتبه يصل لجميع الناس في هذا البرنامج، إذ ينقله الكثير من دون أن يدققوا في مدى صحة الخبر من خطئه، في حين أن من يعرف شائعتك عدد محدود تم تجاوزهم بفضل وسائل الاتصال، ومن هنا أنصح الشبان بعدم كتابة الشائعات التي تؤثر على الناس لفقدان السيطرة". وذكر أن شائعاته القديمة حققت انتشاراً محدوداً بين أشخاص سرعان ما تتضح لهم الحقيقة بعد حين من الوقت، كما أن نمط الشائعات كان يتركز على إثارة الرعب فقط، مثلاً هروب أسد من حديقة حيوان وما شابه وأنه في طريق معين قرب موقع سكن المرسل إليهم، مبيناً مكمن السوء في البرامج التواصلية الجديدة يكمن في سرعة انتشارها ومضمونها، إذ إن بعضها يضع الأسماء الحقيقية لأشخاص موجودين، ويدعي حصول حدث لهم". كذب ممنوع أما "فاطمة" فترى عكس "عباس"، حيث أوضحت أن نشر الشائعة في السابق أو الوقت الحالي لا يختلف في أن الشخص يكذب في حدث ما، سواءً أنشره على نطاق محدود أو على نطاق واسع، مشيرة إلى أن الأصل في نشر أي حديث الصدق، دون أن يخادع صديق صديقه الآخر بحدث كاذب، داعية إلى تحري الصدق وإبراز أهميته كمجتمع مسلم، منوهةً أن من يكذب في أمور صغيرة سيضطر للكذب في أمور كبيرة. وليس بعيداً عن "فاطمة" تشدد "زينب علي" على أهمية الصدق أثناء كتابة أي كتابات في برنامج ال"WhatsApp"، وخاصة أن الكذب فيه قد يسبب عواقب كارثية لأشخاص لم يكن في حسبانهم أنهم سيكونون ضحية لشائعة، مضيفة أن ادعاء أحداث كموت أحدهم في برامج التواصل الاجتماعي يعد مخالفة أخلاقية، لافتةً أن مرتكب هذا الجرم يدرك أن غرضه غير شريف، وقد يضر الآخرين بسلوكياته، كما أنه قد يتصرف بناء على حقد، أو كراهية، أو انتقام من شخص ما".