التاريخ وحده هو الكفيل باحتضان الاساطير والنجوم اللامعة ذات المعدن الأصيل لاسيما في المجال الرياضي، ومن هؤلاء ياسر القحطاني الذي أسعد الجماهير السعودية بأهدافه الرائعة والبطولية مع المنتخب الوطني وناديه الهلال، "الكاسر" لم يكتف بذلك فحسب بل كان خير سفير للاعب السعودي المتألق خارج أرض الوطن حينما خاض رحلة الاحتراف الناجحة مع العين الذي احتضنه ليواصل إبداعه بصناعة الأهداف واقتناصها، محققا مع ناديه الحالي لقب الدوري بعد رحلة عناء عاشها النادي في العام الماضي حينما أوشك على السقوط لدوري الدرجة الثانية الأمر الذي جعل الجماهير العيناوية تطالب بالتجديد معه من أجل مواصلة رحلة التألق. * ياسر لديه من الإبداع الكثير ولديه من حب الجماهير ما يجعله دائما متألقا وناجحا لقيادة أي فريق لمنصات التتويج ، وهذا ما جعل إدارة الهلال تعيد النظر في استرجاع "القناص" ليكون تألقه من خلال "زعيم البطولات"، لكن الغريب في الأمر التغريدة التي أطلقها ياسر على حسابه في (تويتر) حينما أعلن أعتزاله اللعب الدولي من أجل إتاحة الفرصة للشباب الذين وحدهم لايصنعون الفارق مالم تكن الخبرة موجودة ، فياسر لايزال صغيرا على الاعتزال وإذا كان يقصد أنه أصبح كبيرا في السن فقد أخطأ، وخير مثال على ذلك تألق الأسد الكاميروني في مونديال إيطاليا عام 1990 حينما تلاعب روجيه ميلا ابن الأربعين عاما بحارس المرمى الكولومبي هيجيتا مدرب حراس الفريق النصراوي حاليا من منتصف الملعب ليسكن الكرة داخل الشباك الكولومبية ليعلن بعدها ميلا الرقصة الشهيرة فرحا بذلك الهدف التاريخي الذي بدد به الأحلام الكولومبية . *كرة القدم موهبة لا تعترف إلا بمن يتفنن في التلاعب بها على أرضية الملاعب الخضراء ليسعد من خلالها كل متابع وكل مشاهد محب وذواق لكرة القدم ، وياسر وأمثاله من المبدعين وكرتنا السعودية بحاجة لهم متى ما تحققت الخطط المدروسة في إعداد وتنفيذ آلية إعادة هيبتها.