عندما تصبح الميزانيات مضغوطة إلى أبعد الحدود بحيث لم تعد عمليات الانقاذ احتمالا بعيدا، فإنه لا يتم استبعاد تعرض أي قطاع لخفض الانفاق. وبالنسبة لحلف شمال الاطلسي (الناتو) كان يعني ذلك متابعته للكثير من أعضائه البالغ عددهم 28 عضوا وهم يخفضون بشكل مطرد ميزانياتهم الدفاعية، خاصة بعدما أصبحت الصراعات الدولية مثل الحرب الباردة ذكريات بعيدة. وأشار الأمين العام لحلف الناتو اندريس فوج راسموسن مؤخرا الى أنه «بين عامي 2008 و2011، خفضت 20 دولة اعضاء بالناتو انفاقها الدفاعي.. هذا العام، وللمرة الأولى، سوف يتجاوز حجم الانفاق الاسيوي على الدفاع حجم انفاق الدول الاوروبية الاعضاء في حلفاء الناتو». وأظهر تدخل الناتو في ليبيا، بينما كان ناجحا في نهاية المطاف، كيف وصلت قدرات الأوروبيين الى أقصى حد لها، في الوقت الذي تتطلع فيه الولاياتالمتحدة اليهم لتحمل المزيد من المسؤولية. وتغطي حاليا الولاياتالمتحدة 70 في المئة من الإنفاق الدفاعي للناتو، وذلك حسب قول ايفو دالدر السفير الامريكي لدى الحلف. وقال امين الحلف راسموسن إن «الطريقة الأكثر ذكاء هي تحديد الاولوية والتخصص والتعاون. والتركيز ليس على ما خفضناه ولكن على ما نحتفظ به. واختيار حلول متعددة الاطراف بدلا من حلول احادية الجانب». ومن المقرر أن يتم طرح هذه الفكرة رسميا في قمة الناتو القادمة المقرر عقدها في شيكاغو التي تبدأ أعمالها غدا الاحد. ويتوقع أن تقدم مجموعات مختلفة من الدول ما بين 20 الى 30 مشروعا جديدا للدفاع الذكي، تغطي كل شيء من الذخائر إلى الخدمات الطبية. وأضاف راسموسن أنه «في حزمة دفاع، سوف نرى أمثلة لالتزامات واضحة «متابعا» الامر جاد». لكن مسؤولا رفيع المستوى بالحلف حذر من أنه يمكن أن تكون هناك عقبات في المستقبل. ومن المقرر أن يعلن الناتو في شيكاغو ان درع الدفاع الصاروخية أصبح يعمل جزئيا باستخدام منشأة رادارية في تركيا وسفن أمريكية مزودة بصواريخ اعتراضية مضادة للصواريخ في البحر المتوسط. وليس من المتوقع أن يعمل بكامل طاقته قبل عام 2020. وقد تسبب الدرع في اثارة خلاف بين حلف شمال الاطلسي «الناتو» وروسيا التي تصر، برغم التأكيدات على أن النظام لا يستهدف أراضيها، على الحصول على ضمانات ملزمة قانونا في هذا الصدد. وصعدت موسكو لهجتها في الآونة الأخيرة حيث حذر أبزر قادتها العسكريين من أن موسكو لن تتردد في استهداف النظام الجديد، الذي من المفترض أن يشمل أيضا في نهاية المطاف وضع معدات في دولتي رومانيا وبولندا المجاورتين لروسيا.وأصر راسموسن على أن غياب الرئيس الروسي المنتخب حديثا فلاديمير بوتين يرجع فقط الى ازدحام برنامجه الداخلي. من جهتها اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس فرنسوا هولاند توجه امس الى الولاياتالمتحدة حيث سيشارك حتى السبت في اعمال مجموعة الثماني في كامب ديفيد ثم في قمة حلف شمال الاطلسي الاحد والاثنين في شيكاغو. وسيلتقي الرئيس الفرنسي الجديد اولا الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي عبر عن رغبته في التعرف اليه في اجتماع في البيت الابيض.ويرافق هولاند في رحلته وزيرا الخارجية لوران فابيوس والاقتصاد والمال بيار موسكوفيسي وكذلك صديقته فاليري تريرويلر.