تعقد منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قمة لقادة الدول الأعضاء غدا في شيكاغو تخصص بشكل أساسي للجدول الزمني لعملية نقل المسؤوليات الأمنية من إيساف إلى القوات الأفغانية، واعتماد أسلوب "الدفاع الذكي" لمواجهة العجز في ميزانيات الدفاع للدول الأعضاء. وقد طلبت الولاياتالمتحدة من حلفائها في قوات إيساف مساهمة بقيمة مليار دولار سنويا لتمويل قوات الأمن الأفغانية بعد عام 2014، حسبما أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاو سيركورسكي. وأضاف "نعتبر أن تكاليف تشغيل قوات الأمن الأفغانية سترتفع إلى حوالي أربعة مليارات دولار سنويا ما يتخطى قدرات الدولة الأفغانية التي تبقى إحدى الدول الأكثر فقرا في العالم". من جانبه أشار الأمين العام لحلف الناتو أندريس فوج راسموسن إلى أنه "بين عامي 2008 و2011، خفضت 20 دولة أعضاء بالناتو إنفاقها الدفاعي. هذا العام، وللمرة الأولى، سوف يتجاوز حجم الإنفاق الآسيوي على الدفاع حجم إنفاق الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو". ويعتقد الناتو أن الحل يكمن في "الدفاع الذكي". ومن المقرر أن يتم طرح هذه الفكرة رسميا في القمة، ويتوقع أن تقدم مجموعات مختلفة من الدول ما بين 20 إلى 30 مشروعا جديدا للدفاع الذكي، تغطي كل شيء من الذخائر إلى الخدمات الطبية. ومن المقرر أيضا أن يعلن الناتو في شيكاغو أن درع الدفاع الصاروخية أصبح يعمل جزئيا باستخدام منشأة رادارية في تركيا وسفن أميركية مزودة بصواريخ اعتراضية مضادة للصواريخ في البحر المتوسط. وليس من المتوقع أن يعمل بكامل طاقته قبل عام 2020. وميدانيا، قُتل جنديان أطلسيان وأُصيب 6 آخرون أمس بهجوم صاروخي نفذه عناصر حركة طالبان ضد قاعدة لحلف الأطلسي في ولاية كونار شرقي البلاد، ما يرفع عدد قتلى القوات الأجنبية إلي 154 جنديا، بينهم مالا يقل عن مائة جندي من الولاياتالمتحدة. وأكد متحدث باسم القوة الدولية أن الهجوم استهدف قاعدة عسكرية في مديرية نارية القريبة من الحدود مع منطقة باجاوار الباكستانية. ولم يكشف المسؤول الأطلسي عن جنسية الجنديين غير أن معظم القوات الأجنبية المنتشرة شرق البلاد من القوات الأميركية. من جهة أخرى، صوت مجلس النواب الأميركي بالأغلبية لتعديل قانون المساعدات العسكرية الأميركية لباكستان، تضمنت تجميد دفع مساعدات عسكرية مستحقة للجيش قدرها 650 مليون دولار من صندوق إيساف مقابل نشر 140 ألف جندي على الحدود الباكستانية الأفغانية لمنع تسلل فلول القاعدة وطالبان لأفغانستان. وقد رهن القانون تقديم المساعدات لباكستان بموافقتها دون قيد أو شرط على فتح معابر خيبر أمام شاحنات الأطلسي، كما رفض الشروط الباكستانية بوقف هجمات طائرات دون طيار (درون) في العمق الباكستاني، أو تقديم اعتذار لإسلام أباد لشن غارة على مواقع الجيش الباكستاني في سلاله بوكالة مهمند والتي تسببت في قتل 24 جنديا في 26 نوفمبر الماضي. وعلم من مصادر بوزارة الخارجية أن باكستان تشعر باستياء من القرار الجديد. وذكرت المصادر أن تجميد المبلغ لا علاقة له مطلقاً بعملية سلالة، وأن باكستان ستضطر بالنهاية لسحب تلك القوات لعدم قدرتها مالياً على نفقات نشرها، مشيرا إلى أن أميركا تنفق 10 مليارات دولار شهريا على قواتها الموجودة حاليا في أفغانستان ضمن قوات إيساف، بينما مستحقات باكستان العسكرية تافهة مقابل النفقات العسكرية الأميركية. في غضون ذلك، نسف مسلحون مجهولون أمس سكة حديدية في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وأوضحت الشرطة الباكستانية أن المسلحين زرعوا عبوة ناسفة على قضبان الحديد في منطقة سرياب بالمدينة ونسفوها ما أدى إلى تلف جزء من السكة وتوقف حركة القطارات عبرها. وأضافت أن قوات الأمن طوقت موقع الانفجار لتأمينه تمهيداً لبدء أعمال الصيانة.