حسب معلوماتي التاريخية فإن أول مدينة رياضية تم إنشاؤها عام 1391 في خشم العان بأمر من مولاي خادم الحرمين الشريفين عندما كان رئيساً للحرس الوطني وتم تكليفي آنذاك مديراً للنادي ومشرفاً عاماً على كل المنشآت تحت رئاسة الأستاذ ناصر العمير عليه رحمة الله وفي عام 1394 ثم افتتاحه رسمياً من قبل الملك فيصل رحمه الله. إن هذه المدينة الرياضية بمساحتها الواسعة هي أول منشأة مكتملة تقريباً في المملكة وفي دول الخليج فهي تحتوي على كل المتطلبات من الملاعب والوحدات الصحية والإدارية التي تسيّر الأعمال، بل إن الملاعب تم تصميمها على أسس قانونية تضاهي مثيلاتها في العالم الآخر، وقد تم إنشاء أول مدرسة رياضية للناشئين يستلم المنتسب لها راتباً شهرياً ويخضع للإشراف الصحي والرعاية التامة وقد تخرج من هذه المدرسة الكثير من اللاعبين الذين مثلوا منتخبات المملكة في أكثر الألعاب. في عام 1397 تبنى الحرس الوطني دورة اشترك فيها بعض الهيئات والمؤسسات الحكومية وأيضاً عام 1398 حاز الحرس على مجموع كؤوس الدورتين حيث كان يضم نخبة ممتازة خاصة في كرة القدم والسلة والطائرة والتنس إذ كان منتخب القدم هو منتخب المملكة تقريباً. بعدما حققنا البطولة توجهنا إلى أبي متعب -حفظه الله- عندما كان رئيساً لهذا الجهاز آنذاك وقد تفضل علينا جميعاً بمكافآت مالية لكل الإداريين واللاعبين، وقد كان قائماً على كل الدورتين أصحاب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله وأخوه متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني الآن. من المواقف التي لا أنساها لأبي متعب تلك الوقفة التي تنم عن إنسانيته، فقد كان لدينا مجموعة من الإخوة الأشقاء المصريين قائمون على زراعة الملاعب المسؤول عنهم أحدهم ويدعى فكري علي حسنين وقد بلغني أنه انتقل إلى رحمة الله، تلك المجموعة جاءت للملعب لتشجع في اللقاء النهائي مع معهد التربية، فقد فاز الحرس بأربعة أهداف مقابل هدفين سجل محمد المغنم (الصاروخ) هدفاً وناجي عبدالمطلب وخالد سرور البقية. سأل أبو متعب متعه الله بالصحة والعافية وحفظه من كل سوء عن الأخوة المصريين الذين كانوا يرفعون الصوت عال (بص وشوف الحرس ما فيه زيه) وأمر بإعطائهم مكافآت أسوة باللاعبين لأنهم أضفوا على ذلك اللقاء أصواتاً تشجيعية جعلت الحضور يتابع تلك الأهازيج الراقية. هذا الموقف لخادم الحرمين الشريفين يحكي عن إنسانيته ومواقفه النبيلة التي عرفت عن أبي متعب حفظه الله. أستاذ محاضر في قانون كرة القدم