كان الحكم الدولي فهد المرداسي من ضمن الحكام السعوديين الذين حظيوا باشادة الكثير، وكنت من ضمن الذين اشادوا به اكثر من مرة لشعوري انه من الاسماء التي من الممكن ان تخدم التحكيم فترة طويلة وتقدم مستوى تصعادياً من خلال اتخاذ القرارات الصحيحة والحفاظ على تطبيق القانون دون اي مؤثرات، ولكن منذ مباراة نجران والتعاون العام الماضي التي اثارت جدلا كبيرا ولغطا لاتزال تداعياته، بدأ يتراجع واصبح يرتكب الاخطاء المؤثرة التي اشتكت منها الفرق وانتقدها الاعلام الى ان اعلن قرار الاعتزال عبر الفضاء العام الماضي بتمثيلية لم يكتب لها النجاح، قبل ان يعود ويجتمع مع رئيس اللجنة ويستأنف التحكيم وتكلفه اللجنة في ادارة مباريات مهمة وكأنها بذلك ترضية. وهذا العام اتخذ المرداسي قرارات لاتنم عن خبرة ودراية بالقانون وحرص على انصاف الفرق، وجاءت مباراة النصر والقادسية في الدور الثاني من دوري "زين" التي على اثرها هبط الأخير الى دوري الدرجة الاولى لتجسد حقيقة اخطاء هذا الحكم وتأثيرها الكبير على سير المباريات الامر الذي اخرج عبدالله الهزاع عن طوره وجعل لجنة الانضباط تعاقبه بالغرامة قبل ان تخفضها لجنة الاستئناف، ثم جاءت الطامة الكبرى مساء أول من أمس في لقاء الفتح والنصر في اياب مربع كأس الابطال عندما ألغى هدفا لاغبار عليه لصالح الفتح في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع وهو الهدف الذي يعني تمديد المباراة الى وقت اضافي، وهو قرار اثبت ان هذا الحكم يعيش مع نفسه والصافرة وضعا لايمكنه من رصد الحالات الصحيحة، وهذا أحد امرين، اما ان الضغوطات والعاطفة تؤثران عليه وبالتالي لايستطيع مقاومتهما او انه لايمكن له ان يستعيد ما بدأه من قرارات جعلت الكثير يتوقعون استمرار تألقه وبالتالي ينطبق عليه المثل (فاقد الشيء لايعطيه). مع الاسف ان هذا الحكم وحكام آخرين راهنت عليهم اللجنة ووضعتهم اوراق رابحة على الصعيد المحلي، ولكنهم نحروا التحكيم وخذلوها وخيبوا آمال الشارع الرياضي ليعيدوا التحكيم السعودي الى المربع الاول وسط آلام الاندية وحسرت الاعلام بعدما "انتشت" اللجنة وعلا صوتها وصارت تتباهى بأن لديها مجموعة مميزة من ضمنهم المرداسي، ولكنهم حطموا هذه الآمال ووضعوا اللجنة في زاوية ضيقة وكأنها بسبب ذلك اصبحت مجردة من الاوراق الرابحة، وبرأينا انها اذا اصرت على تكليف تحكيم سعودي للمباراة النهائية بين الاهلي والنصر فإنها بذلك تجدد مخاوف الشارع الرياضي من تكرار كوارث تحكيمية محلية سيذهب ضحيتها بعض الفرق، وستجدد المطالب بإدارة "الاجانب" للمباريات المحلية المهمة، لأن المرداسي واسماء اخرى لم تضع باعتبارها كيف تحمي نفسها والتحكيم والاندية من القرارات الخاطئة، انما وضعت في اعتبارها تطبيق قانون فيه اجحاف بحقوق الكثير من الاندية وآخرها الفتح.