تتداول الأيام وتنقضي الشهور وتنصرم الأعوام وتتوالى الأحداث والمناسبات ولنا في كل عام مناسبة غالية على قلوبنا نجدد فيها العهد بالسمع والطاعة والولاء، مناسبة يحتفل بها كل أبناء هذه الأرض المباركة. في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة، لنا وقفة نجدد فيها الولاء والانتماء لهذه البلاد المباركة، ولراعي نهضتها «خادم الحرمين الشريفين» الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إنها الذكرى السابعة للبيعة وهي مناسبة عظيمة وتاريخية تسطر بمداد من ذهب في تاريخ المملكة يفتخر بها كل مواطن ينتمي لهذا الوطن المعطاء. فالبيعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين زعيم الاصلاح ونصير الإنسانية وحامل لواء محاربة الفقر والفساد ورافع شعار العدالة الاجتماعية وتحقيق رفاهية المواطن هي فرصة رائعة لنسترجع معها ما تم تحقيقه في هذا العهد الميمون، انطلاقاً من التوسعة المباركة للحرم المكي، التي تعد أكبر وأهم توسعة يشهدها الحرم المكي الشريف على جميع الجوانب ليصبح الاجمالي للمصلين أكبر من (1.000.000) مليون مصل، والتوسعة المطورة لصحن المطاف، التي ستخلق انسيابية في عملية الطواف واستيعاب عدد أكبر من الحجاج والمعتمرين، وكذلك تظليل وتكييف ساحات المسجد النبوي الشريف إلى المشروع العظيم لمراحل جسر الجمرات التي شكلت بناء معمارياً حديثاً جعل عملية رمي الجمرات، ونفرة الحجيج تتم بكل يسر وسهولة وكثير من الانجازات الكبيرة والعظيمة تمت خلال هذه الفترة القصيرة التي قدرت بسبع سنوات هي قصيرة في عمر الشعوب ففي عهده الأمين تطور التعليم العام بجميع مستوياته وانشئ له برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم (بتسعة مليارات ريال) وزاد عدد الجامعات من تسع إلى عشرين جامعة، فإنشئت أفضل جامعة على مستوى الشرق الأول (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا) التي تعتبر مفخرة التعليم الجامعي. وقد سعى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى محاربة الفقر فأنشأ صندوقاً للفقراء وزاد مخصصات الضمان الاجتماعي ورواتب المتقاعدين وخفض العديد من الرسوم التي تصب في صالح المواطن، وظهرت في عهده المدن الاقتصادية المتطورة، فأنشئت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، ومدينة جازان وحائل الاقتصاية وستظهر آثارها على الاقتصاد المحلي في السنوات القامة - إن شاء الله - وفي عهده زادت أعداد المبتعثين وأنشئ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي فتح أبوابه إلى كثير من دول العالم لتصل أعدادهم إلى ما يزيد على المئة وثلاثين ألف مبتعث ومبتعثة، وكلما طال الحديث فإن الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين التي طالت جميع المجالات داخل البلاد وخارجها تحتاج لصفحات وصفحات لذكرها ومهما ذكرنا فإن تقصيرنا حاصل في توفية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حقه ومكانته - أيده الله. كما أن كلمته الرائعة التي قالها أثناء توليه الحكم يعبر فيها عن حبه واخلاصه لدينه ووطنه وشعبه مثل (أشعر أن الحمل ثقيل والأمانة عظيمة استمد العون من الله - عز وجل وأسأله سبحانه وتعالى - أن يمنحني القوة على مواصلة السير على المنهة الذي سنة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - عفر الله له - واتبعه أبناؤه البررة وأن يكون الإسلام منهجي وشغلي الشاغل، وإحقاق الحق وارساء العدل والعمل على خدمة المواطنين كافة بلا تفرقة). ما أجملها من كلمات رائعة خرجت من القلب لتصل لقلوب أبنائه وشعبه الوفي وتزيد التلاحم بين الشعب وقادته وهو ما تعودنا عليه من قادة هذه البلاد، فاللهم أحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمده بالصحة والعافية، وهيأ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، ووفقه لما فيه صالح الإسلام والمسلمين. * مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة