حول الخليج وفي الخليج هناك مخاطر قريبة الاحتمال ووجود شبه التعاضد الدولي ضد وجود العداوات غير المبررة في إيران طبعاً رعاية لمصالح واستفادات مشتركة وعالمية الاهتمامات بطبيعة الحال سيعطي احتمالات اطمئنان ليست كاملة السلامة أو مضمونة البعد عن المخاطر.. من هم يوجهون أنيابهم ومخالبهم ضد مواقع معينة في التواجد الخليجي لا يفعلون ذلك وهم على مستوى ضمان بوجاهة ما يفعلون أو أنهم لن يتضرروا محلياً من هم يفعلون.. لكن مع الأسف هذا الشرق الأوسط هو واقع سكاني غريب الأوضاع.. غريب المخاطر لم يستطع أن يمارس نسبة ضئيلة من واقع الاطمئنان العملي الذي حصلت عليه بعض شعوب في وسط آسيا أو إفريقيا أو أمريكا الجنوبية.. أما أن تتمنى الحصول على شيء من معجزة نهوض دولة حطمت كل قدرات وقوفها «اليابان» ثم إذا هي تفاجئ العالم بحضور دولة اقتصادية وعلمية بتميزات وثروات عديدة.. لم تستطع دول الشرق الأوسط العربية أن تستفيد من تعدد فرص بروزها الدولي عبر تاريخ لا يقل عن ألف عام بل العكس فهي عبر التتابع التاريخي كان هناك تتابع خلافات وحروب تجعل أوضاع الداخل هي «المحرق» للقدرات أكثر من أوضاع الخارج.. في العصر الحديث نستطيع أن نقول عن دول الخليج بأنها الأقل في خلافاتها والأكثر في تقاربها لكن مهماتها الوطنية أمام مخاطر الواقع الراهن ليست بالسهلة.. مع أنها أفضل حضور عربي يستطيع فرض تقارب تعددات ذاته.. تعدد قدرات قواه.. وكذا.. مبررات تجانسه.. كل الدوافع موجودة ومعها مهمات التنفيذ.. لكن مع الاعتراف بأن المجموع الخليجي هو الأفضل وكثيراً جداً في فرص التقارب الإيجابية والتمازج الواحد في قدرات الأمن والدفاع إلا أنه في الواقع يواجه مصادر خطرين بالغي الصعوبة.. الأول ما سبقت الإشارة إليه بوجود نوايا ومؤشرات العدوان الإيراني وقد لا يكون أكثر خطورة من احتمالات ما قد تؤدي إليه مخاطر المرحلة الثانية إلا إذا تمت الاستفادة من أوضاع الظرف القائم حالياً بوجود سياسات تعليمية واجتماعية تسعى إلى تصحيح الأوضاع الاجتماعية القائمة.. نحن الآن أمام مخاطر الاحتمال الأول.. الذي تبرز فيه إيران والصمود فيه ليس بالصعب حيث سيكون ذلك مهمة تلاحم حكومات وما لها من قدرات أمنية وعسكرية، وهذا أمر ليس بالصعب بل اتخذت فيه خطوات إيجابية جيدة لكن المهمة الثانية لمواجهة الخطر الثاني الذي سيمثل أبعاد مخاطر أكثر قسوة.. سيكون مطلوباً من أوضاع المجتمع مواجهة الاحتمالات المخيفة ربما بعد سنوات ليست بالطويلة.. وسبق أن ناقشت هذا الوضع وذكرت أن تراجع النسب السكانية العربية بين النسب الآسيوية أولاً ثم الإفريقية، فالأوروبية سيكون في منتهى بشاعة سطوة المخاطر.. كيف يكون هناك وجود سكاني فاعل مادام أن النسب الأجنبية تتصاعد.. لقد قلت في أكثر من مقال سابق إن على الجامعة العربية.. أو مجلس تعاون الدول الخليجية أن يتجها إلى تأهيل القدرات العمالية العربية وبالذات في مصر واليمن والسودان والمغرب العربي عبر معاهد وإدارات تتعدد في عواصم تلك الدول، وكذا في الدول الخليجية وتكون هناك ميزانية ليست بالصعبة فقد لا تصل إلى المليار الواحد.. حيث المهمة تعليمية تدريبية ولسنوات قد لا تتجاوز الثلاثة أعوام..