يخطئ من يظن أن صعوبة تملك المنزل هي الوحيدة أو المشكلة الأكبر والأهم التي تواجه المواطن السعودي فهناك تحديات وصعوبات تأتي بعد تملكه للسكن لا تقل صعوبة عن تملكه له فتملك السكن لا يعني انتهاء معاناة الساكن من عبء ومصاريف تملكه وإنما هي بداية المشوار الذي يتبعه مجموعه من المصاريف تنتظره لا تقل في حجمها عن تلك التي قضاها لتجميع قيمة شرائه له وتتمثل في مصاريف التشغيل ومصاريف الصيانة ومصاريف الاهلاك والتي تختلف من سكن لآخر حسب مساحته والمرافق الموجوده فيه. لقد أصبحت هناك مجموعه من العوامل الخارجية التي سيكون لها تأثير كبير على متطلبات الساكن السعودي التي يجب أن يكون أول من يفهمها ويعيها المطور العقاري بحكم أنه هو الموفر للوحدات السكنية التي يحتاجها المواطنون إذ يجب أن تكون تلك الوحدات السكنية عملية وتأخذ في عين الاعتبار احتياجات الساكن المتوقع وتأخذ بعين الاعتبار عوامل كثيرة معظمها جديدة ستجعل المنزل السعودي يختلف عن الشكل التقليدي المتعارف عليه في السابق والتي لم تعد مجدية للسكان السعوديين كما كانت وبالتالي سيتعرض المطور للخسارة بسبب صعوبة تصريف وحداته التي طورها في الوقت المطلوب. أجزم أن العوامل الأولية التي تمر على المجتمع السعودي ستجعل المنزل المثالي له أصغر حجماً وأكثر استغلالاً للمساحات ويحوي خدمات إضافية أساسية قد كانت بالأمس القريب من الكماليات كما أن توزيع مرافق المنزل ستتغير تبعاً لتلك المعطيات الجديدة، وقد يظن البعض خطأ أن صغر حجم المنزل السعودي المستقبلي يعود فقط لضعف دخل المواطن مقابل ارتفاع سعر العقار وإنما سيعود لكلفة مصاريف المنزل بعد الشراء والتي ستكون محل اهتمام المشتري السعودي. وفيما يلي سرد بعض العوامل الجديده التي ستؤدي إلى تغيير شكل المسكن السعودي المستقبلي وهي: - ارتفاع تكلفة استقدام العمالة المنزلية بشكل كبير وصعوبة الحصول عليها سيجعل المنازل الكبيرة مكلفة في عملية التنظيف والإدارة وسيجعل ربات المنازل يتذمرن من المنازل الكبيرة التي تضم مرافق عديدة خصوصاً وأنهن أصبحن في الغالب موظفات أو عاملات. - توفر المرافق العامة وتقبل الجيل الجديد لاستخدامها سيقلل من أهمية وجود غرفة سائق في المنزل وقد يتم الاستغناء عنه كلياً لبعض العوائل. - ارتفاع كلفة الخدمات العامة كالكهرباء والماء سيجعلان المنزل الصغير أكثر رغبة لقلة كلفة مصاريفه. - نشوء ثقافة جديدة لدى الجيل الجديد في التواصل الاجتماعي خارج المسكن فمعظم اللقاءات تتم في المقاهي والمطاعم على سبيل المثال مما سيجعل المرافق المخصصة للضيافة في المسكن أقل أهمية وأصغر حجماً. - الجيل الجديد أكثر تحفظاً من ناحية عدد الإنجاب فتجد في الغالب هناك تقنينا في الإنجاب عن ذي قبل وبالتالي سيصبح السكن صغير الحجم أكثر طلباً من الحجم التقليدي السابق. - تراجع ثقافة سكن أفراد العائلة بعد الزواج في منزل العائلة مما يجعل المنازل الكبيرة والتي كانت تفضلها بعض العوائل التي تسكن معاً أقل رغبة من قبل. من الضروري أن يكون المطور العقاري أكثر معرفة بتلك المتغيرات التي تحصل في متطلبات المسكن السعودي ليجعل مشروعه أكثر نجاحاً وأسرع في البيع ويتلافى أخطاء قد تؤثر سلباً عليه.