بعد مرور 24 ساعة على العملية الفدائية المشتركة التي نفذتها سرايا القدس وكتائب الأقصى في مستعمرة (كفار داروم)، نفذ فدائيون فلسطينيون عملية فدائية ثانية أسفرت عن استشهاد احد منفذيها، ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين أحدهما وصفت حالته بالخطرة خلال هجوم مشترك لمقاومين من سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب الشهيد احمد أبو الريش احد الأجنحة العسكرية لحركة (فتح) على موقع عسكري شرق مخيم رفح جنوب قطاع غزة. فقد أطلق مقاومان من سرايا القدس وكتائب ابو الريش صاروخين مضادين للدروع باتجاه قوة عسكرية إسرائيلية على محور فيلادلفي الحدودي ما ادى إلى اصابة ثلاثة جنود وصفت جراح اثنين منهم بالخطرة وتم نقلهم إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج. وفي وقت لاحق، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مصادر طبية إسرائيلية أن أحد الجنود الجرحى توفي في مستشفى سوروكا متأثرا بجروحه. وقد رد افراد القوة العسكرية الاسرائيلية باطلاق النار باتجاه المجموعة الفلسطينية مما ادى إلى استشهاد احد أفرادها واصابة الآخر بجروح. واعلنت سرايا القدس وكتائب ابو الريش مسؤوليتهما المشتركة عن الهجوم الاستشهادي الذي استهدف موقعا عسكريا اسرائيليا قرب مستعمرة (كيرم شالوم) إلى الشرق من مخيم رفح، مشيرة إلى ان الشهيد هو لطفي وافي -12 عاما- من كتائب الشهيد احمد ابو الريش من سكان خانيونس فيما تمكن المقاوم الثاني وهو من سرايا القدس من الانسحاب من المكان . وفي اتصال هاتفي مع «الرياض»، أكد خضر حبيب احد قيادي حركة الجهاد الإسلامي في غزة أن الحركة ملتزمة بالتهدئة على رغم من الهجمات التي نفذتها سرايا القدس أمس. وقال حبيب: «نحن لا زلنا ملتزمين في حركة الجهاد الإسلامي بالتهدئة المعلنة من قبل جميع الفصائل». من جانب آخر أعلنت مصادر رسمية في حركة (حماس) أمس أن لقاء عقد يوم الجمعة الماضي بين قيادات من حركة (حماس) ومسئول ألماني كبير في مدينة غزة. وأكد مشير المصري الناطق باسم (حماس) أن حركته على تواصل دائم من خلال اللقاءات والاجتماعات مع أطراف أوربية مختلفة بمستويات مختلفة. وأضاف المصري قائلا في اتصال مع هاتفي «الرياض»: أن حركته تحاول من خلال هذه اللقاءات طرح وجهة نظرها وبرامجها المعروفة التي تقوم على أساس التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية والحفاظ على برنامج المقاومة باعتباره حقاً مشروعاً وليس إرهابا، ولو انه كان إرهابا فينبغي إعادة النظر في كل المقاومة التي كانت ضد الاحتلال خاصة في أوروبا. وأوضح المصري أن حركته معنية بإجراء مثل هذه اللقاءات لتوضيح مواقف الحركة وتوضيح «ما يحدث على الساحة الفلسطينية وقطع احتكار العدو الإسرائيلي مخاطبة العقلية الغربية وفعل ما يريد، مؤكدا أن حركته ستواصل اللقاءات مع أطراف أوروبية. وأشار المصري إلى أن هذه اللقاءات تتم أمام شهود حتى يعلم الجميع أن (حماس) تقول في السر ما تقوله في العلن وليس كما فعلت منظمة التحرير حينما قدمت تنازلات مقابل حواراتها مع أطراف أوربية وأمريكية. وحول طبيعة اللقاءات التي تمت قال المصري: «ان قياديين من حركته التقوا قبل حوالي أسبوع وفدا نرويجيا في مدينة غزة، موضحا أن حركته منفتحة على الجميع لكي نثبت للجميع أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو نتيجة احتلال أرضنا من قبل العدو الإسرائيلي. وأضاف أن كل من التقتهم الحركة أصبحوا على قناعة انه لا يمكن تجاوز حركة (حماس) وإغفال موقفها وتأثيرها على الساحة الفلسطينية وهذا ما أثبتته نتائج الانتخابات المحلية والبلدية خلال المرحلتين الأولى والثانية. من جهة ثانية أكد الدكتور نبيل شعث نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام أن جميع اللقاءات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس مع المسؤولين الفلسطينيين كانت ايجابية ومهمة، مشيرا إلى أن مسؤولية رايس تأتي لدفع عملية السلام إلى الأمام وتنفيذ ما صرح به الرئيس جورج بوش خلال لقائه الرئيس محمود عباس في البيت الأبيض وتسهيل وتطبيق الانسحاب من قطاع غزة وضمان أن الانسحاب سيكون الخطوة الأولى نحو عودة كاملة لخارطة الطريق وضمان أن العقبات التي تعترض هذا الطريق ستحاول إزالتها. وأشار شعت في تصريح للصحافيين إلى أن الوزيرة رايس ستجري اتصالات مع القيادة الفلسطينية أيضا بعد أن تنهي زيارتها إلى (إسرائيل) من أجل وضع الجانب الفلسطيني في كافة النتائج التي توصل إليها مع الإسرائيليين. وقال شعت مهم جدا ما أكدت عليه رايس خلال لقائها بالقيادة الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بقضايا الحل النهائي ورفض واشنطن لأي من الإجراءات التي تقوم بها (إسرائيل) من اجل فرض الحقائق على الأرض من اجل التأثير على قضايا ومفاوضات الحل النهائي. وقال شعت بان السرعة المحمومة في زيادة الاستيطان بالضفة الغربية في الوقت الذي تقول فيه اسرائيل بانها ستنسحب من غزة هو دليل واضح على سوء نية حكومة الاحتلال برئاسة شارون خاصة وانه يريد تكريس الاحتلال بالضفة. وقال شعت بان رايس أكدت موقف واشنطن الرافض لبناء المستعمرات او أي نشاط استيطاني او ما يسمى النمو الطبيعي للمستعمرات وذلك من اجل عدم الإجحاف بالحقوق الفلسطينية.