أقامت قناة "العربية" ندوة حوارية ضمن "منتدى الإعلام العربي" الذي ينظمه "نادي دبي للصحافة"، أدارتها الإعلامية منتهى الرمحي، وحملت عنوان "القنوات الإخبارية والثورات العربية - أسئلة حول التغطية والأداء". ضمّت الندوة كلاً من السادة ألكسندر نزاروف المدير العام لقناة روسيا اليوم، وفارس خوري رئيس تحرير قناة بي بي سي العربية، وعمرو خفاجي الناشر ورئيس تحرير صحيفة الشروق، إلى جانب نخلة الحاج مدير الأخبار والبرامج في قناة "العربية". تطرّقت الندوة في محاورها الرئيسية إلى أداء القنوات الإخبارية، وتأثيرها أثناء الثورات من حيث مدى تفاعل المشاهد معها، بالإضافة إلى الدروس التي استفاد منها القيّمون على المؤسسات الإخبارية كآليات التحقّق من المصادر والمعلومات، ومعوّقات العمل الميداني، والمخاطر التي يتعرّض لها المراسلون، والتشويش المتعمّد الذي تعرض له بثّ بعض القنوات، وغيرها من النقاط ذات الصلة. ألكسندر نزاروف وفي هذا السياق، أوضح ألكسندر نزاروف، مدير عام قناة روسيا اليوم، أنه ثمة نقص في المعلومات تجاه ما يحصل في بعض البلدان نتيجة صعوبة استقاء الأخبار من مصادر موثوقة، وذلك بسبب منع وسائل الإعلام من التواجد في بعض تلك المناطق. وأضاف نزاروف: "طبيعة الأنظمة ليست الحاجز الوحيد، فأحيانا هنالك أسباب أمنية أو حتى عدم رغبة الطرف الآخر بالتعاون." مؤكداً على ضرورة العمل بمسؤولية ومصداقية. من جانبه أشار فارس خوري، رئيس تحرير قناة بي بي سي العربية، إلى أن: "هدف الإعلام هو نقل الواقع بأقرب صورة ممكنة إلى الحقيقة، ووضع المشاهد في الصورة ومن ثم تركه يختار ما يريد.. فالمشاهد هو الأقدر على التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح." بموازاة ذلك، تطرّق عمرو خفاجي رئيس تحرير صحيفة الشروق إلى مسألة تطوّر عقلية المشاهد بحيث يخرج من إطار تلقي الرسائل الإعلامية إلى مكان يستطيع فيه أن يصنع الخبر وينتجه بنفسه. وأشار خفاجي إلى خطورة نقل الفضائيات لبعض الفيديوهات التي تُحمّل على الإنترنت، وفضّل عدم بثّها تلافياً لإمكانية نشر أخبار قد تكون غير دقيقة. كما أكّد أن الإعلام العربي ساعد الثورات العربية ومهّد لها، وساهم في تغيير الواقع وتحسين ظروف الناس والإفراج عن بعض المعتقلين. جانب من ندوة «القنوات الإخبارية والثورات العربية» وأوضح نخلة الحاج، مدير الأخبار والبرامج في قناة "العربية"، أن القناة تعرضت في أكثر من مناسبة لمحاولات تضليل مُمنهج في محاولة لتقويض صدقيتها ومصداقيتها لدى الجمهور، خاصة بعد أن أثبتت قدرتها على نقل الأحداث في بلدان "الربيع العربي". وعن مساهمة الإعلام في إشعال الثورات العربية، قال الحاج: "أحيانا لا أُصدّق مدى الرصيد الذي يُعطى للفضائيات الإخبارية العربية لناحية أنها المحرّك الأساسي للثورات، في الوقت الذي كانت فيه مهمتنا الأساسية نقل ما يحدث على الأرض... أما مقياس نجاحنا فيبقى نسبة المشاهدة." وشدّد الحاج على أن الإعلام لم يكن مسؤولاً ولا محرّضاً كما تدعي بعض الأنظمة. أما عن مصادر الخبر وظاهرة شهود العيان، أوضح الحاج أن ل "العربية" معايير وتدابير وسياسة واضحة للتحقّق من مصادر المعلومات وصحتها. مؤكداً أن مئات الأخبار والصور والفيديوهات تصل إلى "العربية" يومياً، لكنها لا تُعرض لصعوبة التحقق من صحتها أو لعدم ملاءمتها للمعايير المهنية المتبعة. من جانبها، استخلصت الإعلامية منتهى الرمحي، التي أدارت الندوة، أن الحضور يقول بأنه لا حياد فعلي في الإعلام العربي، وأن الحياد غير مطلوب، وإن كان الحديث يتركّز على الموضوعية والمهنية. وأضافت الرمحي: "طرحتُ سؤالاً عما يريده المواطن العربي من الوسيلة الإعلامية التي يتابعها، وفيما إذا كان يفضل أن تكون محايدة أو أنه يتابع محطة ذات لون يتفق معه. فأكّدت مداخلات الجمهور أنهم يفضلون متابعة الوسائل التي لها لون أو توجه معين، حتى ولو كانوا يختلفون عنها. فالواضح أن الحيادية لم تعد بالضرورة سمة يطلبها المشاهد من الإعلام العربي، وهذا ربما كان انعكاساً للثورات العربية والمواقف التي اتخذت من قبل بعض القنوات تجاه هذه الثورات، من حيث الوقوف إلى جانب الشعب في التعبير عن معاناته وآلامه وآماله". وأخيراً، شدّدت الرمحي على أن ما يُعزّز هذه الرؤية هو انتشار مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، وضرورة تفاعُل الإعلام التقليدي معها، بطريقة مدمجة ومتواصلة، ليُشكّل مساحة واسعة للناس للتعبير عن آرائها وتوجهاتها وهواجسها. الجدير ذكره أن "العربية" هي الراعي الإعلامي ل "منتدى الإعلام العربي" بدورته ال 11 الذي عُقد ما بين الثامن والتاسع من شهر مايو 2012. كما أقامت "العربية" حفل كوكتيل على هامش فعاليات اليوم الأول ضمّ عدداً كبيراً من العاملين والمهتمين بالقطاع الإعلامي، وضم الحفل معرضاً لرسام الكاريكاتور السوري علي فرزات الذي حملت لوحاته طابع حرية الكلام والتعبير.