الجماهير الرياضية أمة عالمية تزحف لملاعب الكرة من بيوتها ومقرات أعمالها ومعها كل أحاسيسها وشعورها تواقة إلى أن تشاهد كرة قدم ماتعة تتجلى فيها أسمى معاني الحب والود، بتلك الروح الرياضية الراقية لتحقق الأهداف الرئيسة من الممارسة والانتماء لهذه اللعبة الشعبية، التي تصرف الحكومات الملايين، وبواسطتها تمول بعض الدول ميزانياتها من الدخل العام، وهي قد أصبحت صناعة تجارية، ودخلاً قوياً لبعض الاقتصاديين الرياضيين، ويسافر عشاقها آلاف الأميال لحضور المباريات المهمة والراقية فنياً، مثل لقاء برشلونة وتشلسي، وريال مدريد وبايرن ميونخ، هذه ثواتب لا تحتاج إلى تثبيت، وقد كان لدينا في السابق لقاءات قوية في بعض مناطق المملكة ومدنها تمارس فيها كرة القدم عبر الانتماء للشعار، بعيداً عن الماديات التي قللت من شوقنا لكرة القدم، ومحبتنا لها، حيث اللاعب يؤدي لنفسه أكثر مما يعطي لناديه، ويعطي لناديه أكثر مما يقدم لمنتخب بلاده، وهذه حقيقة واقعة. ومع هذه الظاهرة تفشت في ملاعبنا ممارسة أنواع الخشونة المتعمدة والقاضية، التي عطلت مفاصل بعض النجوم، ففي مباراة الفيصلي والأهلي مارس اللاعب أحمد دلح الدخول القاتل ضد لاعب الأهلي ياسر الفهمي هذا النجم الواعد الذي كاد يذهب نتيجة القصور الجنوني والاهمال الطبيعي والقوة الزائدة فوق المطلوب، كما تعطلت قوة اللاعب عبدالعزيز الدوسري لاعب الهلال من مخاشنة المحترف إبراهيم هزازي. عندما طالبت بتكوين لجنة للعقوبات لتأديب الخارجين عن النص، وللمحافظة على كل نجومنا في كل أنديتنا من الجزارين الفاشلين والعاجزين عن أداء الممارسة النظيمة، وإلا فإننا سوف نفقد الوجوه الشابة التي هي أمل هذه البلاد. وأتذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد عليه رحمة الله، قد أصدر تعليمات للحكام بالمحافظة على سلامة اللاعبين؛ خشية أن نفقد المنتج الجديد من المواهب الواعدة التي يترصد لها محترفو الانبراشات وتقصيم المفاصل والدهس على ظهور عباد الله، والويل والثبور لك يا موزان عندما تتحدث عن خشونة بعض لاعبي الاتحاد، الذين اتخذ بحقهم عقوبات شبه رادعة من اللجنة المسؤولة، التي تراقب تلك التصرفات الدخيلة على ساحتنا الميدانية. لقد قرأت ما كتبه الزميل العزيز الكاتب بجريدة النادي الأستاذ أيمن الجحدلي، وما تضمنته مقالته من مفردات تحتاج إلى مراجعة لذاته عندما يكون لديه القدرة القانونية والإنسانية على تقدير العقوبات المستحقة لتلك الممارسات القاضية، التي ذهب ضحيتها كثير من النجوم، وعندما أتصدى لتلك الظاهرة بقلمي عبر عمودي الأسبوعي، فإنني - وبعيداً عن كل ما هو ميول - أهدف إلى خلو ملاعبنا من ممارسات أبو سبعان وأمثاله في كل الأندية. أما تساؤلك كيف كنت أدير اللقاءات، فأسأل التاريخ ولك تحياتي. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم