تمثل صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات إحدى الصناعات الواعدة في تنمية الاقتصاد المحلي القائم على المعرفة ، فخلال السنوات العشر الأخيرة تزايدت أعداد الخريجات من تخصصات الحوسبة وتقنية المعلومات نتيجة لإتاحة فرصة التعليم العالي للمرأة السعودية في هذا المجال في إطار اهتمام الدولة بتقنية المعلومات وبتنمية الموارد البشرية. وقد أظهرت نتائج بحث متخصص قامت به كل من د. ليلك أحمد الصفدي و أ. رنا عبدالله أبو نفيسة بقسم تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود حول واقع عمل المرأة السعودية في سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية شملت أكثر من 300 خريجة خلال الخمسة أعوام السابقة ان نسبة البطالة وصلت إلى 46 في المائة من خريجات تخصصات الحوسبة وتقنية المعلومات بدرجة بكالوريوس، وأن 32% من العاملات في هذا التخصص يتركز عملهن في قطاع التعليم و 22% في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات و 18% في القطاع الصحي و 11% في القطاع البنكي و 3% في قطاع الاستثمار و 3% في قطاع التجارة والبيع بالتجزئة، وأن 46% من المنشآت التي يعملن بها أهلية و 26% حكومية و 25% شبه حكومي. وأن المؤسسات العاملة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات محل الدراسة والتي توظف اناثا كلها منشآت أهلية. وعن مدى ارتباط الوظيفة بالتخصص، فقد أظهرت الدراسة أنه 61% منهن يعملن في وظائف ذات ارتباط وثيق جدا في مجال الدراسة بينما 3% منهن يعملن في مجال لايرتبط بمجال التخصص. وقد أوضحت نتائج الدراسة أنه لا توجد أي معوقات قانونية أو تشريعية أو مهارية لعمل المرأة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وأن المرأة السعودية غائبة بمحض إرادتها في هذا المجال لعدم وجود محفزات مغرية للاقبال على العمل عدا عن أنها لا تتسم بالأمان الوظيفي والاستقرار كما هو الحال في الوظائف الحكومية. وعن أسباب عدم اقبالها، يتضح أن قلة الأجور هي أهم عامل حيث أظهرت الدراسة أن 1% من خريجات تخصصات الحوسبة وتقنية المعلومات بلغت أجورهن الشهرية أقل من 1500 ريال سعودي، و 16% من 1500 – 4000 ريال سعودي، 52% من 4000 – 8000 ريال سعودي، 28% من 8000 – 12000 ريال سعودي، بينما 3% من خريجات هذا التخصص يستلمن أجرا شهريا يزيد عن 12000 ريال يلي ذلك قلة الأجور وعدم ملاءمة ظروف العمل من أوقات العمل الطويلة والاختلاط ، ثم المواصلات والالتزامات العائلية. وكما جاء في الدراسة عن أعداد الخريجين المتوقعة ومعدلات نموها في سوق الاتصالات وتقنية المعلومات من الجامعات والكليات أن العدد التراكمي للطالبات المنتظمات بالمقارنة مع أعداد الطلاب المنتظمين في الجامعات في السنوات الخمس الأخيرة في تخصصات الحوسبة وتقنية المعلومات، نجد أن نسبة الاناث المنتظمات 45% إلى 55% من الذكور، مما يعني أن هناك اقبالاً متزايدا ومنافساً من الطالبات في هذا المجال، ويتوقع أن تكون المخرجات من الاناث إلى الذكور بنفس النسبة أو تزيد مع زيادة اتاحة هذا التخصص من قبل الجامعات الأهلية والحكومية للاناث.