يعتبر المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية والتناسلية أبرز وأهم مؤتمر عالمي في هذا الحقل الطبي يحضره أكثر من 16,000 اخصائي من كل أنحاء العالم وتقدم أثناءه أكثر من 1700 محاضرة ومقالة حول آخر المستجدات حول تشخيص ومعالجة كافة الأمراض البولية والتناسلية عند الأطفال والكهول. وتمشياً مع عادتنا سنحاول توفير أبرز المعلومات الطبية لقرائنا الأعزاء ولزملائنا السعوديين والعرب حول الابتكارات والاختراعات الحديثة في هذا الحقل ليكونوا مطلعين على كافة جوانبها ومميزاتها. وقد عقد هذا المؤتمر في سان انطونيو في ولاية تكساس في الولاياتالمتحدة ما بين مايو إلى 21 إلى 26 2005م الموافق 12 إلى 18 ربيع الثاني 1426ه وتميز بجودة المحاضرات والمقالات والأطروحات والمناقشات الطبية التي تعتبر في غاية الأهمية لا سيما أنها تطرقت إلى التقدم الطبي الحديث في تفهم أسباب الأمراض البولية والتناسلية وكشف مميزاتها الجينية والتشريحية والأمراضية وطرح الوسائل التشخيصية الحديثة لها وأفضل السبل في معالجتها الدوائية والجراحية بناء على الاختبارات والدراسات العالمية حولها. وقد قسم هذا المؤتمر إلى عدة جلسات حسب نوع المرض نوقشت خلالها أبرز المعطيات بالنسبة إليه وعرضت عدة أشرطة تليفزيونية حول العمليات الجراحية المبتكرة إن كانت بواسطة تنظير جوف البطن أو بالجراحة المفتوحة أو تنظير الكلية والحالب والمثانة في معالجة الآفات البولية والتناسلية. وإذ اننا نشدد في مقالاتنا هذه على توعية وتثقيف قرائنا الأعزاء فإننا سنحاول مناقشة أهم الحالات الطبية التي تهمهم والتي تحدث بنسبة عالية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي. وقد طرحت في هذا المؤتمر عدة محاضرات حول العجز الجنسي التي سنختار أبرزها في مقالتنا هذه وسنكرس جهودنا في المقالات المتتالية في جمع المعلومات حول الأمراض الأخرى ذات الأهمية. فقد أظهرت دراسة ألمانية قام بها الدكتور «بارك» وزملاؤه أن استعمال عقار «فياغرا» للرجال المصابين بانسداد الشرايين الأكليلية القلبية أدى إلى تحسين الدوران الدموي في الشرايين تحت الأظافر مما يؤكد منفعته في معالجة التخاذل البطاني في كافة أوعية الجسم. وأما بالنسبة إلى الجرعة المثالية لعقار الفياغرا فقد قام الدكتور ليفينسون وزملاؤه من الولاياتالمتحدة بدراسة مقارنة حول مختلف وسائل استعماله، وأظهروا أن الحبة المحتوية على 100 ميلي غرام منه كانت الأفضل، وقد اختارها معظم المرضى، ولم تقترن بمضاعفات جانبية خطيرة مقارنة مع تلك التي تحدث مع الجرعات الخفيفة وكانت أهمها الصداع (7٪) والتوهج الجلدي (7٪) وآلام المعدة مع سوء الهضم (4٪) والغثيان (1٪) وتشويش النظر (2٪). وقد نشرت حديثاً عدة مقالات تحذر من استعمال محصرات ألفا لمعالجة تضخم البروستاتا الحميد وعقاقير الضعف الجنسي مثل الفياغرا والسياليس وليفيترا، لتفادي حدوث مضاعفات خطيرة أبرزها هبوط الضغط الدموي والدوام. وقد قام الدكتور «فان آلان» ومساعدوه من ألمانيا باختبار على 1,239 رجلا تناولوا عقار «ليفيترا» ومحصرات ألفا للجهاز الودي معاً فأظهروا سلامتها إذ أن المضاعفات لم تحصل إلا بالنسبة 2,3٪ مع حدوث دوام عند خمسة رجال فقط، وتعب شديد وفقدان الوعي في حالة واحدة لكل منهما. وأما استعمال الفياغرا بعد استئصال جراحي كامل للبروستاتا فقد أعطى نتائج إيجابية في 50٪ من تلك الحالات خصوصاً إذا ما تم المحافظة على أعصاب العضو التناسلية أثناء العملية الجراحية. وأما بالنسبة إلى النساء المصابات بفقدان التهيج الجنسي فقد أبرز الدكتور «كوستابيل» وزملاؤه من الولاياتالمتحدة أن استعمال مرهم «ألبروستاديل» على البظر لإحدى وخمسين امرأة لم تتجاوزن سن اليأس وذلك لمدة شهرين أعطى نتائج مشجعة بالنسبة إلى التهيج الجنسي المؤدي إلى النشوة مع مضاعفات طفيفة أبرزها الحرقان بعد استعماله بنسبة 36٪ من تلك الحالات.