الاتحاد بتاريخه وسنوات عمره الطويل وبطولاته التي جعلته يأتي ثانيا بعد الهلال وجماهيره الغفيرة لا يمكن ان تلطخ مسيرته تصرفات فردية وعمل اشخاص استغلوا الثقة ولم يحافظوا على انجازاته فوجد بعض كؤوسه في "حراج الصواريخ" التي تسربت اليه دون ان يجيب أحد لماذا تسربت ومن المسؤول عن ذلك وفي عهد مَن مِن الرؤساء؟، حتى مشاكلة المالية وعلاقته مع بعض اللاعبين والمدربين تبقى وتحل داخل محيطة أما وقد وصلت مديونياته والشكاوى ضده الى الاتحاد الدولي فهذا الامر الذي احرج الاتحاد السعودي وجعل لجنة الاحتراف برئاسة الدكتور صالح بن ناصر تصدر بيانها الشهير الذي وضع النقاط على الحروف. "العميد" بكل اسف عندما تخلى عنه رجاله الحقيقيين في فترات مضت لم يكن هو ذلك النادي الذي يحافظ على اسراره ويحل مشاكله بطريقته الخاصه وازماته وفق سياسة (للبيوت اسرار وحرمات)، انما اصبح كتابا مفتوحا، وعندما يخرج من أزمة يسقط وسط أزمة أخرى بعدما كان في عهد المهندس حسين لنجاوي ورؤساء سبقوه ثم عهد الذهبيين احمد مسعود وطلعت لامي من الاندية التي لا يمكن أن تخترق اسواره وتعرف اسراره بسهولة، والغريب انه بعد تسلم المثالي الدكتور خالد المرزوقي مقاليد رئاسته كشفت ادارته الكثير من التجاوزات حتى انها اضطرت لتغيير اختام النادي، وكأنها تعلم ان هناك من يحاول ان يسيء له في أي وقت. غير معقول ان ناديا كبيرا ولديه رجال على مستوى كبير من الوجاهة والخبرة الرياضية والعلاقات المؤثرة والحكمة ومعالجة الازمات لا يستطيع ان يحدد الذي يسيء له ويعبث بتاريخه، وهل ذلك من صنع الذين عملوا بالنادي في فترات سابقة كان يطلق عليها البعض (فترة اختطاف النادي الثمانيني)، ام ان هناك من استغل ظروفا معينة فهرب بواحدة من أهم البطولات الى "حراج الصواريخ"؟، ما يحدث شيء لا يليق بنادٍ لديه شعبية طاغية واعضاء شرف يفترض ان يكون لهم كلمة وتدخل حاسم وليس فقط تصريحات وتدخلات عبر الاعلام، حتى اللجنة التي شكلت من رعاية الشباب وأنيط بها تدقيق النواحي المالية ماتت دون ان تجد من يضخ في عروقها الحياة ويكشف الكثير من الاوراق امام جماهيره التي اصبح دورها في الاعوام العشرة الماضية المراقبة ومتابعة الكثير من الاخبار التي لا تتناسب وسمعة "العميد" عبر الاعلام. الاتحاد ذهب ضحية لبعض الاعلام الذي لا يقف مع النادي بعض النظر عن "الرئيس" انما يكون نقده ومدحه حسب الاشخاص وهل لهم علاقة بالناقد او المادح ام لا؟ وقد ظهرت الحقيقة المرة وهي اشبه بالدرس في عهد ادارتي المرزوقي والمهندس ابراهيم علوان ومع هذا لم يستفد منها "رجال العميد" بل تركوا الامور تتطور الى ان وصلت الى "حراج الصواريخ"، وقريبا ربما يصل الامر الى الادارة الحالية برئاسة اللواء محمد بن داخل ما لم يحصن ادارته ويأخذ الحيطة ويعمل وفق سياسة الحزم في كل شيء، ولعل البطولة التي عثر علها تكون درسا هو الاخير في دفتر دروس الاتحاد غير الجيدة خصوصا في الفترة الاخيرة.