رشحت أجواء بعد زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى بروكسيل الأسبوع الماضي ولقائه رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ورئيس مجلس الوزراء الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، من أن الموقف الأوروبي بات "أقلّ حدّة" في ما يخص النظام السوري في دمشق. إلا أن الدبلوماسية الأوروبية في لبنان تنفي حقيقة هذا التحوّل، وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست ل "الرياض": " ليس هذا الشعور صحيحا، فأنا شعرت بالحدّة الكبيرة التي عبر عنها المسؤولون في بروكسيل في هذا الموضوع، وكان واضحا على الدوام أنه لا تراجع أوروبي في ما يخص الموقف من الرئيس بشار الأسد، لكن الأولوية اليوم لتطبيق خطة أنان". حاور الأوروبيون ميقاتي في ملفات عدة مرتبطة بلبنان منها العقوبات ضد سوريا وإيران وقد طلب الاتحاد الأوروبي تطبيقها وقد أكد ميقاتي لمحاوريه "أن لبنان يطبقها بشكل تام". وتطرق الحديث الى ملف اللاجئين السوريين "والأولوية بالنسبة إلينا تكمن في مساعدة العائلات التي تستقبل النازحين وتوسيع صلاحيات الهيئات الحكومية في هذا الإطار". ونفت إيخهورست وجود نوايا أوروبية لإقامة مخيمات للنازحين في لبنان قائلة انها "ليست مطروحة". مشددة على مساعدة النازحين "في المناطق اللبنانية كلها في الشمال والبقاع وبيروت ايضا". وعن إمكانية تحول هؤلاء اللاجئين الى عبء على لبنان حتى لو وجد حلّ للأزمة السورية ولا سيما أن معظمهم من المعارضين قالت إيخهورست ان "الأولوية اليوم هي لمساعدة هؤلاء الأشخاص، نحن في مرحلة أهمية المساعدة وبعدها نفكر في المراحل المقبلة". وعن إمكانية دخول سوريا في حرب استنزاف نفت إيخهورست الأمر قائلة: "نحن نتحدث اليوم عن حمام دم وليس عن حرب أهلية، لأنه في الحرب الأهلية يكون توازن بين الفريقين وليست هي الحال في سوريا، اليوم توجد تفجيرات وعنف ونحن نريد أن نتجنب الدخول في أي حرب استنزاف من هنا أهمية وجود المراقبين وإنجاح عملهم كما خطة أنان برمّتها". وقدّم الاتحاد الأوروبي للبنان مبلغ 30 مليون يورو ستربط لاحقا بمشاريع إصلاحية سياسية، علما أن هذا المبلغ هو جزء من خطة وضعها الاتحاد الأوروبي بعد قيام ما يسمّى "الربيع العربي" تقضي بزيادة المبالغ للدول التي ترسم سياسات تعلي فيها شأن الديموقراطية وحقوق الإنسان. وعن "الإنجاز" الديموقراطي والإصلاحي الذي استحقت على أساسه حكومة ميقاتي هذا الدعم الأوروبي تجيب إيخهورست:" لبنان ذو تقليد ديموقراطي معروف ومتقدم للدول المحيطة ويتميز بحرية التعبير والنقاش السياسي المطرد، فضلا عن الانتخابات الدورية بمواعيدها، بالإضافة الى ذلك فإن حكومة الرئيس ميقاتي نجحت في الحفاظ على استقرار لبنان وأمنه وسط كل ما يحوطه في المنطقة، وهي على الأقل حاولت أن تتقدم وقد اتخذ مجلس الوزراء قرارات هامة لا ينبغي تجاهلها، فهو يعمل على قانون للانتخابات ويطمح بحسب ما وعد الرئيس ميقاتي المغتربين اللبنانيين في حفل نظم في السفارة اللبنانية الى تنظيم اقتراع غير المقيمين وهي خطوة ممتازة". ولفتت إيخهورست الى أن النقطتين الأهم في قانون الانتخاب المقبل هما "وضع كوتا نسائية وإقرار البطاقة الانتخابية المطبوعة سلفا".