ساد الهدوء صباح أمس في محيط وزارة الدفاع في القاهرة حيث فرض حظر التجول ليلا بعد صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الجيش اوقعت قتيلين وحوالى 300 جريح. المشير وأعضاء «العسكري» يتقدمون جنازة جندي استشهد في أحداث العباسية ولا يزال جنود وآليات مصفحة تغلق شارعا رئيسيا يؤدي الى الوزارة بعد رفع حظر التجول ، وقالت مصادر مسؤولة في مستشفى الزهراء ان المستشفى تسلم جثتين افاد اطباء انهما مصابتان بالرصاص كما اعلنت ان 296 شخصا على الاقل اصيبوا بجروح بينهم 131 نقلوا الى المستشفيات لتلقي العلاج. وأكد مصدر عسكري أن الإجراءات القانونية، التي أعلن عنها بيان القوات المسلحة مساء أول من أمس، سيتم تطبيقها بكل حسم ضد كل من تورط أو حرض على أحداث العباسية مهما كان موقعه، أو شخصيته أو انتماؤه قائلا : «سنأتي بهم من أي مكان يختبئون به ولو على سلم الطائرة». وأضاف المصدر، أن القوات المسلحة استنفدت كل أساليب التهدئة وضبط النفس الممكنة، وحذرت أكثر من مرة من الانسياق لافتعال صدام أو الاقتراب ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع، التي تعد رمزا سياديا ووطنيا، ليس فقط لكل فرد في القوات المسلحة لكن لكل وطني مخلص، وصرحت بكل وضوح بتسليم السلطة بعد الانتخابات الرئاسية، إلا أن هناك من يصر على إدخال البلاد في فوضى ونفق مظلم، وهو ما لن نسمح به، لأن مهمتنا تنهى بنجاح عند تسليم السلطة، ولن نسمح لأحد بتغيير الجدول الزمني المعلن». وقال المصدر إن قوات الأمن من الشرطة العسكرية والصاعقة نجحت في القبض على تشكيل من 50 فردا داخل مسجد النور كان بعضهم أعلى المآذن بسلاح آلي، في محاولة لاستهداف المتهمين المقبوض عليهم وإلقاء الاتهام على قوات الأمن، وتشكيل آخر بسلاح آلي في حديقة مستشفي الدمرداش. وأكد المصدر أن قوات الأمن لم تستخدم رصاصا حيا ضد المتظاهرين، موضحا أن الكاميرات التي تابعت الأحداث وصورتها سجلت استخدام العصي والمياه والقنابل المسيلة للدموع، بينما استخدم بعض الخارجين على القانون أسلحة ونجم عنها إصابة عدد كبير من قوات الأمن بطلقات نارية، منهم اثنان من ضباط الصف. وتابع المصدر أن نيابة شرق القاهرة العسكرية بدأت الليلة قبل الماضية التحقيقات مع أكثر من 170 شخصًا من المتورطين في أحداث العباسية، تم القبض عليهم بعد اعتدائهم على ضباط وجنود القوات المسلحة القائمين على تأمين محيط وزارة الدفاع. جنود مصريون يهمون بضرب أحد المتظاهرين خلال مصادمات جرت أمس. (أ.ب) وكان المجلس الأعلى القوات المسلحة قرر مساء أول من أمس فرض حظر التجوال بميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع والطرق المؤدية إليها، اعتبارا من الساعة 11 مساء وحتى الساعة 7 بتوقيت القاهرة « 12 منتصف الليل حتى الثامنة صباحا بتوقيت الرياض «. وأصدر المجلس العسكري بيانا أكد فيه اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات يكفلها القانون حيال المحرضين، مطالبًا جميع المواطنين الالتزام التام، مع التأكيد على أن القوات المسلحة ستتصدى بكل حزم لكل من يحاول مخالفة حظر التجوال. في الوقت نفسه، أكد مجلس الوزراء أنه يتابع ما يحدث بمحيط منطقة العباسية ووزارة الدفاع بقلق شديد، معربا عن خالص أسفه لتطورات الموقف ومحاولات الاقتراب والتعدي على مبنى الوزارة، الذي يعتبر رمزا من رموز الدولة وسيادتها، وكان دوما الدرع الواقي لأمن مصر وشعبها. وقال المجلس، في بيان له إن تلك التصرفات غير مبررة، لاسيما أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كرر تأكيده في أكثر من مناسبة حرصه على تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة من الشعب قبل 30 يونيو القادم، وأن هناك إجراءات فعلية تتم للوصول لذلك الهدف، وأهمها الانتخابات الرئاسية المقرر لها أن تبدأ في 23 مايو الجاري. وتساءل البيان: لمصلحة من إعاقة تحقيق أهم أهداف ثورة 25 يناير وإعاقة أي جهد وطني صادق لاستعادة أمن واستقرار الشارع المصري أو محاولة الوقيعة بين الشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة؟ ولمصلحة من توقف عملية الإنتاج والخدمات التي يحتاجها المواطن المصري البسيط أو إيقاف الطرق وتعطيل مصالح المواطنين وترويعهم داخل وخارج مصر؟. وناشد البيان كل القوى الثورية والتيارات السياسية والحزبية والدينية والمواطنين المصريين الشرفاء ومجلس الشعب الموقر أن يَعي الجميع أن مصلحة مصر العليا فوق أى مصالح أخرى ضيقة، وأن تتوحد كلمتنا جميعا من أجل تجاوز تلك المرحلة الدقيقة، خاصة أنه لم يتبق سوى أسابيع قليلة لتحقيق آمال وطموحات ثورة الشعب الكريم . إلى ذلك، شهد محيط ديوان عام المحافظة بالسويس « شرق مصر «، اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش، التي تؤمن المنطقة القريبة لديوان عام لمحافظة، حيث تم إلقاء القبض على عدد من المنتمين ل «التراس السويس»، فضلا عن التحفظ على مصور إحدى الصحف، وعدد من المتواجدين بالمنطقة المحيطة بديوان المحافظة. وقام الجنود بمطاردة المتظاهرين، فيما ألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الجيش. من ناحية أخرى، تقدم المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر والفريق سامي عنان وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الجنازة العسكرية للعريف سمير أنور إسماعيل أحد أفراد القوات المسلحة، والذي استشهد أثناء فض تظاهرات ميدان العباسية أول من أمس. وأصيب الجندي الشهيد بطلق ناري في بطنه في أحداث وقعت أول من أمس بمحيط مسجد النور بالعباسية. وقد حمل الجثمان ملفوفا بعلم مصر على عربة مدفع سارت وسط الموسيقى الجنائزية وتشريفه من القوات المسلحة. عربات تابعة للجيش المصري تغلق أحد الشوارع الرئيسية قرب وزارة الدفاع. «الأوروبية»