القاهرة - محمود السيد: رفعت الشركة السعودية المصرية للتعدين (سموح) رأس مال مشروع المصنع الذي تعتزم تأسيسه في مصر لإنتاج مكورات أكسيد الحديد، من 140 مليون دولار إلى 200 مليون، بهدف الوصول بالإنتاج إلى خمسة ملايين طن بدلاً من ثلاثة ملايين طن، كما كان مقرراً في بداية دراسة المشروع. وقال ل«الرياض» حسن الشمري رئيس مجلس إدارة الشركة أن رفع رأس مال المشروع سيساهم في توفير احتياجات المصانع العربية التي تنتج الحديد والصلب من هذه المكورات، مبيناً أن إجمالي تلك الاحتياجات يصل إلى 11,5 مليون طن سنوياً. واعتبر الشمري المصنع الجديد أول مشروع من نوعه في العالم يؤسس بتقنية عربية، ولتكون شركة (سموح) بذلك صاحبة ثاني أكبر استثمارات سعودية في مصر بعد (سابك) بنسبة 15٪. وأشار الشمري إلى أن هذا المشروع، الذي تم تخصيص حوالي 800 ألف متر مربع من الأراضي له بمنطقة سفاجا التابعة لمحافظة البحر الأحمر، وجاري حالياً عمل البنية الأساسية للمشروع من تسوية الأرض وتوصيل المرافق الأساسية من ماء وكهرباء وغيرها، سيساهم في تطوير صناعة الحديد والصلب في معظم البلاد العربية وخاصة السعودية ومصر ودول الخليج العربي، حيث سيوفر مادة مكورات أكسيد الحديد (الإسفنجي) والذي يتم استيراده من الخارج حالياً خاصة من البرازيل مما يمثل عبئاً كبيراً على صناعة الحديد والصلب في معظم البلاد العربية، الأمر الذي ينعكس على الأسعار التي ترتفع بصورة مضطردة نتيجة عمليات الاستيراد. وأكد أن المصنع في حالة قيامه بتلبية متطلبات صناعة الحديد والصلب في المملكة العربية السعودية، والتي يمثل إنتاجها من الحديد الأعلى في الوطن العربي بإنتاج يصل إلى 8 ملايين طن من الحديد سنوياً، حيث تستورد الشركة السعودية الوطنية للحديد والصلب وهي إحدى شركات (سابك) نحو 2 مليون طن من أكسيد الحديد سنوياً من البرازيل، هذا إلى جانب المصانع الأخرى في دول الخليج العربي ومصر،نكون قد أسهمنا في تطوير هذه الصناعة الهامة خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن مدة تنفيذ المشروع سوف تستغرق 9 أشهر من الآن وأن معدات المصنع سوف يتم جلبها من مصر ومن بعض الدول الأجنبية وستكون وفقاً للمواصفات الأمريكية والكندية. وقال إن شركة الحديد والصلب المصرية برئاسة الدكتور علي حلمي وافقت على منح (سموح) حق استغلال المناجم في مناطق وادي كريم ومنار وجبل الحديد في الصحراء الشرقية بمصر للشركة السعودية حيث يبلغ إجمالي الاحتياطي من الخام بهذه المناجم نحو 40 مليون طن، كما قام مركز بحوث وتطوير الفلزات المصرية بعمل الدراسات اللازمة للمشروع - والتي أثبتت الجدوى الاقتصادية له - أنه سوف يحقق نجاحاً كبيراً في فترة قصيرة، حيث تبلغ نسبة التركيز في الخام بالمناجم التي حصلت الشركةعلى حق لاستغلالها نحو67,9٪ وهو مايمثل أعلى نسبة بالعالم ومسجلة في ألمانيا وأمريكا باسم الدكتور محمد نصر مدير مركز بحوث وتطوير الفلزات في مصر. وأكد الشمري أن مستقبل صناعة الحديد والصلب في العالم سيكون في المنطقة العربية خلال القرن الحالي نظراً للإمكانات الكبيرة التي تمتلكها البلاد العربية من المواد الأولية لهذه الصناعة، في ظل تراجع حجم الاحتياطي العالمي منها في حين مازالت المنطقة العربية تعتبر بكراً في هذا المجال، إلى جانب نسبة الجودة العالية التي يتميز بها الخام العربي من الحديد، وسوف تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة البلاد العربية التي ستقود صناعة الحديد والصلب في الوطن العربي، ثم مصر التي لو أحسنت استغلال ما لديها من إمكانيات هائلة من هذه الصناعة لأمكن لها أن تجني ما بين 10 إلى 20 مليار دولار سنوياً من صناعة الحديد والصلب. وبالنسبة للأسعار المستقبلة للحديد توقع الشمري أن تشهد ارتفاعاً تصل نسبته إلى 20٪ نتيجة ارتفاع أسعار الخام في البلاد المنتجة له إلى جانب ارتفاع أسعار النقل وغيرها. وعن رأيه في لجوء بعض الدول إلى فرض رسوم إغراق على مستورداتها من الحديد، أشار إلى أن فرض رسوم إغراق ليس بالحل لمواجهة هذه الظاهرة، وأن هناك حلولاً أفضل مثل فرض تسعيرة رسمية للمصانع المحلية وأن هذا أفضل بالنسبة للسوق والمستهلك المحلي. يُشار إلى أن رأس مال شركة (سموح) مدفوع بالكامل من مجموعة من المستثمرين السعوديين، حيث يساهم حسن الشمري في رأس المال بنسبة 40 في المئة، في حين يمتلك وليد السيف نسبة 20 في المئة، وتمتلك شخصيات سعودية اعتبارية نسبة ال40 في المئة المتبقية.