قال الاستاذ عمر القاضي العضو المنتدب لشركة انجاز للتطوير العمراني ان شركته ستعمل على طرح فكرها وسياستها من خلال مشاركتها في معرض الرياض للعقارات في دورته الحالية، مشيراً الى أن الشركة تحمل فكراً جديداً في عمليات التطوير العقاري بكافة متطلباته سواء في التسويق او الانشاءات او غيرها مما يحتاجه السوق العقاري في المملكة. وقال القاضي في حوار خاص مع «الرياض» ان السوق العقاري في المملكة مرشح للنمو بشكل كبير في الفترة المقبلة، خاصة مع النمو الذي تشهده المملكة خلال السنوات الاخيرة، والتي ستسهم في تعزيز المشاركة الوطنية في انشاء الوحدات السكنية، من خلال تحفيزها والبحث عن مشاركتها من خلال ما تضمنته خطة التنمية التاسعة. وشدد القاضي الى ان اكبر تحد يواجه القطاع العقاري يتمحور في قطاع التمويل العقاري، وهو ما دعا اليه البنوك لتوفير السيولة واكتمال الدورة العقارية بكافة اعمدتها، وهو ما سيساعد بشكل كبير في توفير المنتجات العقارية بكافة اشكالها. * الحديث عن السوق العقاري في المملكة له ابعاد واسعة من جميع النواحي، سواء التنظيمية او حركة التداولات، او مستقبله وارتباطه الكبير بالمستهلكين لمنتجاته، ولكن السؤال ما هي نظرتك للسوق خلال الفترة الحالية والمستقبلية؟ - سوق العقارات في المملكة يحمل معاني عدة يتعامل معه المستهلكون من خلال طرق مختلفة، فهناك من يعتبره اهم ما يجب امتلاكه وهناك من يعتبره انه افضل استثمار، وهناك من يعتقد انه طريقه للنجاح، وغيره من المعاني، ولكن تلك الصور هي من يعطي التصور الحقيقي لسوق العقارات في الوقت الحالي، حيث ان السوق يمر حالياً بفترة انتقالية خاصة مع قرارات الحكومة الاخيرة ومنها امر خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- ببناء 500 الف وحدة سكنية، وهو ما يعكس الصورة المستقبلية بأن سوق العقارات سيكون نشطا خلال الخمس او السبع سنوات المقبلة، بجميع خدماته سواء شركات التطوير او شركات الانشاءات وشركات التقييم والتثمين العقاري والتسويق وغيرها من الشركات المرتبطة، ولكن المرحلة الحالية قد تختلف عن غيرها من المراحل السابقة، حيث باتت المعرفة في السوق غير الظاهرة الابرز، من خلال تطوره خلال الفترة الماضية ورفع الوعي العقاري من خلال المعارض والندوات والتثقيف الاعلامي، كل تلك العوامل ساهمت في جعل السوق العقاري اكثر نضوجاً عن فترة ما قبل 10 سنوات، وهو ما يجعل التعامل معه اشبه بوظيفة احترافية، حيث لم يعد السوق مجرد ارض او منزل كما كانت في السابق، انما اصبح قيما اضافية تحقق اسلوب حياة مختلفا للفرد المشتري، وهو ما يجب على العاملين في السوق التعامل مع القطاع بثقافة الحاضر، وعلى الرغم من ذلك الا ان السوق العقاري لا يزال واحدا من اهم القنوات الاستثمارية في البلاد نتيجة المعادلة الاقتصادية العرض والطلب ، في ظل حاجة السوق العقاري السعودي لمليون وحدة سكنية خلال خمس سنوات، كما انه يواصل تحقيقه عوائد جيدة على المدى المتوسط والبعيد، وهو ما يجعله واحدا من اهم القنوات الاستثمارية في البلاد، وما يملكه السوق من قدرة لاستيعاب رؤوس الاموال المختلفة. * ولكن ذلك يجعل من القطاع العقاري واحداً من مغذيات التضخم في البلاد؟ - السوق العقاري بحاجة لتكاتف الجميع لطرح منتجات عقارية، ومن خلال معطيات حكومية ومن القطاع العقاري لذا فإن مشاركة الجميع مطلوبة في الوقت الحالي، وهذا جزء مما نقوم به في شركة انجاز للتطوير العمراني، حيث نتطلع لطرح المزيد من المنتجات لتغذية السوق وكان آخرها اراض في شمال العاصمة السعودية الرياض، وهو ما يسهم في عملية رفع العرض مقابل الطلب، في الوقت الذي نرى السوق يشهد طرح المزيد من المنتجات من شقق ومبان وابراج مكتبية، وفلل ستلبي الطلب بصورة جزئية، الامر الذي يميز السوق العقاري بأنه يعتمد على القوة الداخلية في الطلب، نتيجة المستوى العمري لمواطني المملكة وهي شريحة الشباب والتي تشكل نحو 60 في المائة من المواطنين بشكل عام، وهو ما يجعل الطلب متواصلا لفترة طويلة. * ما الذي تتطلعون اليه في مشاركتكم بمعرض الرياض للعقارات خلال هذا العام؟ - سنواصل ما بدأنا به من خلال التعريف بمشاريعنا المستقبلية، وخططنا في السوق العقاري، اضافة الى طرح فكرنا المتمثل في قدرة الشركة على تعزيز القيمة الاضافية لتطوير المشاريع العقارية، خاصة مع امتلاكها لخبرة واسعة في السوق العقاري من خلال خبراء الشركة الذي لهم باع طويل في القطاع العقاري، وتميزها في عمليات التسويق من خلال شبكة واسعة صنعتها مشاركة الشركة في طرح المشاريع العقارية المتميزة، وهو ما نتطلع لتقديمه في مشاركتنا بالمعرض العقاري، اضافة الى المشاركة في طرح الحلول المختلفة لمعالجة التحديات التي تواجه سوق العقارات في المملكة العربية السعودية. * ما هي ابرز التحديات التي تواجه سوق العقارات في الوقت الحالي؟ - لا يخلو قطاع من تحديات تواجهه، ولكن قد تكون في القطاع العقاري اكثر من القطاعات الاخرى، لتشعب ارتباطاته بالجهات المختلفة سواء في القطاع العام او الخاص، وهو ما يجعل القطاع العقاري يأخذ وقتا اطول من غيره بسبب ذلك، لكن قد يكون ابرز التحديات التي يواجهها القطاع العقاري تتمثل في التمويل، وهو ما يعتبر احد اهم المحركات لاكتمال الدورة العقارية، وقد يكن غياب التشريعات والمتمثل في نظام الرهن العقاري ومنظومة التمويل العقاري احد الاسباب لغياب هذا العنصر، الا أن بالامكان وبالمعطيات الحالية توفير تمويلات بشكل او بآخر لتفعيل دور هذا العنصر ومساعدت القطاع بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي يتطلع لدور اكبر لجهات التمويل والبنوك للمساهمة في دعم القطاع من خلال التسهيلات البنكية، لان بدون ذلك لن تكتمل مكونات القطاع وسيستمر تأثير ذلك على جزء من قدرة العاملين في السوق العقاري من ارضاء الطلب خلال الفترة المقبلة. * من اين يستمد قطاع العقارات قوة النمو خلال الفترة المقبلة؟ - هناك عدد من العوامل يتوقع ان تساهم خلال الفترة المقبلة، واهمها كما ذكرت سابقاً هو عملية الطلب الداخلي القوي، فالسوق السعودي لا يعتمد على الطلب الخارجي في قطاع العقارات بالتحديد، وانما الطلب من الداخل مع تنامي الاقتصاد السعودي، اضافة الى توفير المزيد من الوظائف خلال الفترة المقبلة، الامر الذي يغذي ذلك الطلب، اضافة الى التوجه عند القطاع العام بالمشاركة في بناء المساكن من خلال الاوامر الملكية او من خلال مساهمة الصناديق الحكومية، وتضمن خطة التنمية التاسعة بناء مليون وحدة سكنية خلال الخمس سنوات، وهو ما يضع في الحسبان التوجه العام لرسم الاستراتيجية وفقاً للرغبات المحلية، كما يعكس انشاء وزارة للاسكان الدور الكبير المناط بها خلال الفترة المقبلة، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مختلفة عما كانت عليه الفترة السابقة. * لديكم مشاريع تعرضونها في معرض الرياض للعقارات هل تحدثنا عنها؟ - تعرض الشركة فلسفتها في عمليات التطوير والفكر العام الذي تنتهجه في سياستها العامة والتوجه في اختيار المواقع لمشاريعها، حيث تعرض الشركة مشروعي المارينا الاضخم في المنطقة الشرقية والذي تعمل على تنفيذه الشركة، ويقع في النطاق العمراني لمدينة الدمام، ويتميّز بموقعه على طريق الكورنيش على ساحل الخليج العربي، ويحتوي على بحيرة صناعية ذات إطلالة بحرية بطول 4 كيلومترات، ويعكس هذا المشروع النموذج الحضاري المتطوّر للمشاريع العقارية متعدّدة الاستخدامات، حيث يقع بين مدينتي الخبروالدمام على الطريق الساحلي الذي يربطهما، في موقع متميز على شاطئ الخليج العربي، على مساحة إجمالية تتجاوز 3.3 ملايين متر مربع، إضافةً إلى ما تتضمّنه من مرافق عامة، وخدمات متطورة. ويقدّم هذا المشروع العمراني بيئة تتّسم بالهدوء والسكينة والتواصل الاجتماعي. وقد رُوعي في تخطيط المدينة التوازن البيئي مع الإبداع الهندسي؛ إذ تنفتح المدينة على البحر ببحيرة تتوسّط واجهتها، تبلغ مساحتها 300 ألف متر مربع، وهي تضفي على المشروع رونقاً وجاذبية، وتشكّل في الوقت نفسه أهم ميزات المشروع، إضافةً إلى الحزام العمراني والاستثماري الذي يحيط بالمدينة والذي خُصِّص لإقامة أبراج متعددة الاستخدامات: سياحية، وسكنية، وتجارية، اضافة الى مشروع القمرا الواقع في شمال الرياض، وهو احد اهم المشاريع الذي يوفر الاراضي المطورة، ويقع في شمال طريق أبوبكر الصديق والذي دشن مؤخراً، حيث ان تلك المنطقة تعتبر الرياضالجديدة فهي تحتل موقعاً استراتيجيا في العاصمة، بالقرب من جميع الخدمات بدءاً من مطار الملك خالد وبالقرب من الطرق الرئيسية كطريق الامير سلمان، وغيرها كجامعة الاميرة نورة وجامعة الامام وطريق الملك فهد، وينتظر ان تكون تلك المنطقة مزدهرة خاصة مع بدء عمليات البناء فيها، وطرح المزيد من المشاريع العقارية المختلفة فيها، وهو ما ينعكس بشكل كبير على المنطقة التي ينتظرها مستقبل كبير، اضافة الى أن المنطقة الشمالية من العاصمة الرياض تعتبر من أهم المشاريع المستقبلية التي تعمل على تنفيذها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
