يرى "خالد العنايشة" -مدرب معتمد- أن ضخ دماء جديدة وشابة ك"رؤية جديدة" في نظام العمل الحكومي فكرة جيدة، ومن الممكن أن تفتح آفاقا واسعة، إلاّ أنها تحتمل شيئاً من الخطورة؛ نظراً لأن الشباب يتصف بالحماس والعجلة في اتخاذ القرارات، وربما فقد العمل الحكومي طاقات تتصف بالتجربة والمعلومات الكثيرة وتراكم الخبرة. وقال إن ضخ الدماء الشابة يجب أن لا يرتبط بالتقاعد المبكر؛ لأن الجهاز الحكومي يبقى دائماً بحاجة إلى الخبرات القديمة في تفعيل العمل، وحينما يتم الاستعانة بالكوادر الشابة، فإن مهمة الخبرات القديمة تصبح أهم في تدريب الطاقات وتزويدهم بالخبرات والمعلومات، مؤكداً على أن ذلك يُعد بمثابة المكافئة المعنوية لذلك الموظف الذي أفنى عمره في العمل، مؤكداً على أن الشباب لديهم حماس والموظف القديم لديه خبرات، فيصبح هنا حالة تسمى ب"نقل المعلومات"، تتيح تطوير الشباب، مع مكافئة الراغب في التقاعد حتى تتحول إلى بيئة عمل صحية. وأضاف أنه لا يوجد هناك مقاييس واضحة ومحددة من الممكن الحكم عليها تصف القطاع الخاص بالإفادة من الكوادر الشابة أكثر من القطاع الحكومي، لذلك يتميز بالجودة والإنتاج، مضيفاً أن هناك قطاعات حكومية جيدة جداًّ في استثمار الموظف، وهناك بعض القطاعات الخاصة تدار بطريقة غير جيدة في استنزاف الموظف الشاب بشكل كبير، كما أنها لا تعطي مجالا للتفرغ لجوانب الحياة الأخرى، فالجهد مضاعف فيها، ملمحاً إلى أن القطاع الخاص يتميز عن الحكومي من حيث استثمار الموظف في البعد عن الأنظمة "البيروقراطية"، كما أن الوصول للموظفين هناك أسهل، مشيراً إلى أن الضغط المركزي كبير جداًّ في القطاع الحكومي. واستبعد أن يكون القطاع الخاص استثمر الكوادر الشابةوالجديدة بشكل جيد؛ لأن غالبية الشركات مليئة بالأجانب وليس الشباب المواطن، مشدداً على ضرورة أن يتم الإفادة من الدماء الجديدة مع وجود الخبرة والتجربة، قبل تبني "ضخهم" بشكل كبير في القطاعات الحكومية؛ حتى لا يتعرض الجهاز الحكومي إلى عدم الاستقرار الوظيفي الذي يوجد في الخاص، حينما يتسرب الشباب من الوظيفة لعدم الانسجام والراحة.