تناولت الأسبوع الماضي افتقار سوق الأسهم السعودي لمحللين محايدين يعطوا رؤية متجردة. إذ إن تحليلاتهم شهدت طيلة العامين الماضيين انحرافاً 100٪ والسبب في تقديري يرجع إلى عدة أسباب كنت تجاوزتها غير أنني أعود إليها في هذه الزاوية بناءً على طلب عزيز جاءني وهي تتلخص فيما يلي: ٭٭ إن أغلبية المحللين هم في واقع الأمر مضاربون والآخرون يديرون محافظ استثمارية لبنوك ومستثمرين، وبالتالي يفتقدون لجزء كبير من المصداقية والحياد، وهي صفة مهمة. لذلك فجميع ما يكتبه هؤلاء هو أقرب ما يكون عن تعبير لما في محفظته من أسهم!!! ٭٭ يتجاهل المحللون أو يقللون أو على الأقل لا يعطون بالقدر الكافي العروض الكبيرة من السيولة التي تكشفه مؤسسة النقد بين الحين والآخر. ٭٭ محدودية الفرص الاستثمارية وقنواتها، بل وتضاءل القنوات الأخرى مثل العقار وإيقاف المساهمات العقارية ووجود دخلاء أضروا بصناع العقار. حتى بدأ كأن ليس هناك استثمار سوى الأسهم! ٭٭ اعتماد المحللين الكبير على معيار مكرر الربح في تقويمهم للأسهم وكأنه هو المعيار الوحيد، فإذا ما تجاوز سهم معين مكرر 40 مرة صاح محللونا هذا جنون.. جنون، في حين يتجاوز مكرر أرباح شركة أملاك في الإمارات 125 مرة وتغلق يوم الخميس الماضي على ارتفاع الحد الأعلى بدون عروض دون أن تتعالى صيحات المحللين هناك بأنه جنون. هناك معايير أخرى غير مكرر الربح مثل النمو والمستقبل والقيمة الدفترية وغيرها. ولو كان معيار مكرر الربح وحده صالحاً لأصبحت قيم الأراضي في البراري صفر، وكذلك الحال مع الشركات الخاسرة إذاً مكرر الربح مهم وليس هو كل شيء. بالطبع ليست هذه كل الأسباب ولكنها بعضها وهي جعلت توقعات المحللين الأفاضل تنحرف بشكل معيب.. واليوم يخرج أحد الذين رددوا كثيراً بأن السوق بالون قرب انهياره حين لامس المؤشر 8000 نقطة ليقول إن المؤشر سيتجاوز 25000 نقطة!!! هل هناك تناقض أكثر من هذا.. إذا نصيحتي للمستثمرين في السوق راقب اسهمك بعناية ودع المحللين فهؤلاء يتحدون ويحللون وفقاً لما في محافظهم فقط!