تشهد حركة الاسهم لدينا قفزة نوعية غير مسبوقة واصبح حجم التعاملات اليومية يتجاوز 22 مليارا يومياً وبهذا يصبح سوق الاسهم السعودي احد اهم الاسواق واكبرها حجماً في العالم. وتبعاً لذلك اصبح محط انظار الكثير من الاقتصاديين وسلامته تدل وبالضرورة على سلامة الاقتصاد وتعافيه وهي نتاج طبيعي للاستقرار السياسي وربيع اسعار النفط المزهر منذ نحو عام. ورغم ان سوق الاسهم بهذا الحجم الا انه يفتقر وبشدة الى مراكز تحليل فني متخصصة محايدة تعطي رؤية واضحة لفعاليات السوق دون انحراف كبير في التوقعات كما هو الحاصل الآن من اكثر المحللين. احد اهم المحللين دأب ومنذ اكثر من عام بل ربما عامين على القول ان اسعار الاسهم السعودية الآن جنون.. جنون.. جنون ولابد ان ترتطم للاسفل هكذا كان يقول منذ ان كان المؤشر 6000 نقطة في مختلف القنوات الفضائية ويضيف آخر ان المؤشر وكان حينها 8000 نقطة هو بالون قارب على الانفجار ويحذر المستثمرين من العواقب وبالطبع هناك من اقتنع وانسحب من السوق وبات ينتظر السقوط لانتهاز الفرصة وهناك من هاجر بأمواله الى الاسواق المجاورة.. ولكن الناس الذين ابقوا على استثماراتهم في السوق حققوا ارباحاً مضاعفة فاقت ما حققوه خلال الاعوام الماضية واصبح بعض المستثمرين يحمل اولئك المحللين مسؤولية فوات فرص من ذهب ومعهم الحق في ذلك لان ما حدث ليس اختلافا في توقعاتهم بنسب 10٪ الى 20٪ وهو الحد المعقول والمقبول ولكن ما حدث هو انحراف كامل في توقعاتهم بنسبة 100٪. اذاً لماذا هذا الانحراف الكبير في توقعات اكثر المحللين الماليين وبهذه الدرجة؟.. وكيف سيكون الحال اذا وصل المؤشر الى 15000 نقطة قبل نهاية العام كما اتوقع انا. سؤال بانتظار الاجابة؟