في عام 1383ه أقيمت ثلاث دورات تحكيمية في كل من الرياض والدمام وجدة انخرطت فيها مجموعة من الشباب السعودي المتحمس عندما رأى تلك الساحة يشغلها حكام أجانب، لم يكن على الميدان سوى قلة من السعوديين، الذين هم في الأصل لم يدخلوا دورات دراسية، بل جاءت قدراتهم عن طريق الممارسة، عدا الاستاذ عبدالرحمن كعكي فيما أعتقد.. المهم أنه تخرج في تلك الدورات حكام منهم من مارس كرة القدم ووصل إلى مستوى تمثيل المملكة، أذكر منهم زميلي الغالي غازي كيال، الذي حقق نجاحاً داخلياً جعل الاتحاد الإيراني يستعين به لقيادة النهائي بحضور شاه إيران. وتوالت عطاءات الحكم السعودي، فقد كلفت بقيادة مباريات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس العالم في هونج كونج عام 1402ه وقد استمررت حتى عام 1404ه بعدها تخصصت في المراقبة وإلقاء المحاضرات حتى عام 1413ه عندما تخليت عن كل تخصص رياضي وتفرغت للكتابة في هذه الجريدة الغراء التي أعطتني الفرصة، وذلك شيء يتمناه كاتب متفرغ متخصص في المجال الرياضي بدأ حياته مؤسسا للنادي الأهلي (الرياض) حالياً وشارك مسيرته منذ عام 1373ه ثم في عام 1377ه أحد مؤسسي الأولمبي (الهلال حالياً) مع شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد عليه رحمة الله، أي أن عمري الرياضي ستون سنة، خرجت من هذا المجال لم أحظ بتكريم معنوى حتى (بنسكافه) وأقولها بالفم المليان لست بحاجة إلى أي مادة، فأنا ولله الحمد لله بخير، واتمتع بالصحة والعافية، إنما يحز في نفسي أن تذهب تلك السنوات لا أحد يقدرها حتى تكريم المؤسسين والرواد لم يكن لي مكان بينهم، وهذا الحجود السافر جعلني أخرج من هذا المجال من دون شهادة تقدير، لأنني لا أجيد الأسلوب المطلوب عن أولئك المقيمين الذين لم يولدوا بعد وأنا أمارس تخصصاتي الرياضية المتعددة. أنني وقد تخطيت السبعين، في رقبتي دين قيم لرئيس تحرير هذه الجريدة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، الذي غمرني برعايته متعه الله بالصحة والعافية، حيث اعتمدني كاتباً رياضياً، وهذا تكريم لي من رجل رياضي مخضرم وهو التكريم الوحيد الذي حزت عليه في حياتي الرياضية. المهم أنني خدمت بلدي في المحافل الدولية، وعرفت الاتحاد الدولي على قدرات الحكم السعودي والحمد لله. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم