من المشكلات التي تواجه المجتمع, بل هي أبرزها، مشكلة عزوف الشباب عن الأعمال اليدوية الحرة سواء في مجال التجارة أو الزراعة أو الصناعة في القطاعين الحكومي أو الخاص وغير ذلك من المجالات الشاغرة التي تحتاج إلى أيدي شبابية سعودية ومع هذا نجد الإقبال نحو تلك الأعمال أقل والتوجه نحو الأعمال الإدارية والتمركز عليها بشكل أكثر بالرغم من دعوة الإسلام إلى العمل، ما أدى عزوف الشباب إلى انتشار التخلف التقني وانحصار الأعمال وقلة الوظائف وكثرة البطالة. لذا يجب علينا أن نعمل على تغيير الاتجاهات السلبية نحو العمل اليدوي وإبدالها باتجاهات ايجابية نحو احترام الأعمال اليدوية واعتبارها مدخلا للرزق والعيش من خلال التوجيه المهني لأفراد المجتمع وذلك باختيار المهن التي تتلاءم مع ميولهم واستعداداتهم وتوفير برامج التدريب التي تزود الشباب بالمهارات والمعرفة التقنية، ومما لا شك فيه أن رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على الاهتمام بالعمل، وبيّن شرف العمل وأهميته وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده، وقوله صلى الله عليه وسلم ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت، فقال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة. إن التربية الإسلامية تربي الإنسان المسلم على الدقة وإتقان المهارة واكتساب المعرفة والشعور بالمسؤولية وعلى النظرة الشاملة التي تجعل مهنة الإنسان وكسبه وعمله نحو العمل والعمال وأصحاب العمل جزءاً من العبادة, وجعل مربي هذه الأمة العمل من أجل الكسب جزءاً من الجهاد في سبيل الله وقد مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلقه ونشأته فقالوا يا رسول الله لو كان في سبيل الله فقال: إن كان يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وان كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله.