هل الرقم كبير ؟ أم مبالغ به ؟ إنه عدد السعوديات اللاتي في سن العمل ، وهذا الرقم صادر من وزارة العمل ، والذي أعلن ذلك الأستاذة رقية العبدالله المديرة للقسم النسائي في وكالة الوزارة المساعد للتطوير، هذا إعلان رسمي لا يقبل التشكيك به . وأكدت الاستاذة رقية على ارتفاع البطالة النسائية وهي نتيجة حتمية برأيي باعتبار المخرجات في قطاع التعليم ضعيفة، وقلة فرص العمل للمرأة السعودية مقارنة بمخرجات التعليم ، وكأن مهمة التعليم أن يخرج عاطلات عن العمل . وأن من يعمل من الناس والحديث للاستاذة رقية العبدالله ، فقط 706 آلاف امرأة من عدد كلي 5.9 ملايين ، وهذا يعني أن من يعملن هن فقط نسبة 12% والباقي معطل أي 88% ، ولنا أن نتصور كم كلف تعليم هؤلاء النساء ، وكم الهدر المالي من عدم إيجاد فرص عمل لهن ، وكم منهن من يملكن الطموح والمحفز لبناء مستقبل تكسر بحائط البطالة . المؤكد أن هناك عشرات من الفرص المتاحة ، ولكن المشكلة بالمخطط لدينا ، بمن يضع خطط التعليم التي تخرج عاطلين. رغم أن الأرقام تظهر أن المرأة السعودية تتفوق على الرجل لكنه التعليم الذي وجه كثيرا من النساء والشباب لاتجاه علمي غير مطلوب ، فلماذا لم نركز على "الطب" و" المهن الطبية المساندة " وهذا القطاع لوحدة يحتاج ما لا يقل عن نصف مليون . ماذا عن الصيدلة ؟ ماذا عن الشركات والمؤسسات من محاسبة وإدارة وكم هائل من فرص العمل؟ ماذا عن التجارة بقطاع التجزئة ؟ لا أشك لمرة واحدة أن فرص العمل لدينا بالملايين ولا أبالغ ، وهذا دلالة على أن بلادنا تملك الفرص للعمل والاستثمار وتنمية مصادر الدخل ، ولكن نحتاج إلى التوجيه الصحيح والتخطيط الكفؤ ، بتوجية قدرات الشباب من الجنسين وجهة صحيحة. نحن بحاجة " لقرار " إغلاق اقسام جامعية ، ومضاعفة أقسام أخرى ، نحتاج أن نبني الفرد قبل بناء المباني والتشييد لها ، فنحن يعيش بيننا 9 ملايين أجنبي وبناتنا وشبابنا عاطلون ، ليس من سبب إلا أننا لم نوجهم للتعليم المناسب بسبب قلتها وندرتها ، وأيضا عدم مساعدتهم بإيجاد الفرصة من القطاع الخاص ، سواء بقانون أو دعم مالي يضعهم على العتبة الأولى من العمل والنجاح ، نحتاج تشجيعم ومنح الفرص لهم ، وتعليمهم بما نحتاج خاصة الأجيال القادمة، نحن نهدر مالنا وطاقتنا بعدم استثمارهم .