أثار الغياب الملحوظ للشركات الكبرى وبعض البنوك وشركات قطاع الاستثمار غير السعودي عن ملتقى لقاءات الذي اختتم فعالياته مؤخرا في جدة، الكثير من تساؤلات الباحثين والباحثات عن فرص وظيفية، في حين انتقد مسئولو ومديرو موارد بشرية انظمة التدريب التي يعتمدها صندوق الموارد البشرية، مطالبين بالاستعانة بالتجربة السنغافورية في هذا المجال. واضافوا أن معاناتهم الحقيقية تتمثل في التسرب الوظيفي بعد التدريب وعدم الاقبال على الوظائف الميدانية، في حين انتقد اكاديمي الشركات المحلية لعدم قدرتها على المحافظة على الكفاءات لديها. مدير موارد بشرية: التجربة السنغافورية بديل للخروج من مأزق التدريب التجربة السنغافورية في البداية ينتقد كبير النواب في مجموعة بن زقر التجارية محمد القثامي أسلوب صندوق تنمية الموارد البشرية في برنامج توظيف الشباب الذين تقل مؤهلاتهم عن الجامعة، مشيراً إلى عدم جدوى تدريب وتوظيف الكثير منهم نتيجة تسربهم بعد فترة وجيزة، مما يتسبب في خسائر للشركات والمؤسسات التي تصرف الملايين على التدريب والتوظيف ثم تتسرب الكفاءات، مشيرا إلى عدم اعتمادهم برامج التأهيل التي يقوم بها صندق الموارد، حيث يصرفون نحو مليون ريال على 15 شابا تم إعدادهم للتسويق بعد ابتعاثهم إلى سنغافورة لتلقي التدريب. مسؤول توظيف: نعاني من ضعف الإقبال على الوظائف الميدانية ويطرح القثامي فكرة الاستعانة بتجربة سنغافورة في التأهيل والتدريب التي تتم تحت مظلة النقابة العمالية، حيث لا تقبل أي متدرب ما لم تكن الجهة التي أرسلته عضواً في النقابة، حتى لا يتم توظيفه إلا بعد اجتيازه الدورة وفي حال عدم اجتيازه تعاد له إلى أن يجتاز. ويشير إلى أن سنغافورة دولة بلا ثروات طبيعية ودخلها يعتمد على الموارد البشرية كقطاع اقتصادي، حيث تجد متدربين من أوروبا وأمريكا. وأبدى القثامي اعتراضه على ما يخصص من الصندوق لتدريب طالب العمل الذي لا يتجاوز ال 6 آلاف ريال لكل شهرين في حين يصرفون بين 15 ألفا و20 ألف ريال على المتدرب في الشهر الواحد، مطالبا بتوفير مراكز تدريب متخصصة لمبيعات التجزئة لخلق فرص وظيفية كبيرة بعوائد مجزية. واضاف أن وزير العمل أبدى موافقته على الاستفادة من تجربتهم في تدريب وتأهيل موظفيهم عبر سنغافورة، وطلب منهم التواصل مع صندوق الموارد لدراسة تطبيقها. الشباب: لم نجد التشجيع في شركاتنا فحضرنا للبحث عن بديل عزوف الشباب ويبدي مدير إدارة الأمن والسلامة في شركة بن لادن ريان محمود نوح دهشته من ضعف الاقبال على المقابلات، لافتاً إلى تغيب 11 متقدما من مجموع 15 عن مقابلاتهم في اليوم الأول، مشيراً إلى فتح المجال لاستقطاب الخريجين من كافة المراحل خاصة التخصصات العلمية وخريجي كليات التقنية نظراً لحجم المشاريع حالياً في مختلف مدن المملكة. وعزا نوح ضعف الإقبال لطبيعة الوظائف المعروضة التي غالباً ما تكون عملاً ميدانياً، معترفا بتسرب الكثير من الذين يلتحقون بالعمل بسبب الوظائف الحكومية والتوجه نحو القطاع العسكري بعد الخبرات التي اكتسبوها. غياب الكبار وتذمر كل من محمد وعمر وسلمان من قلة تواجد الشركات الأجنبية الكبيرة وقلة البنوك المشاركة وشركات الاستثمار الأجنبي التي كانوا يتوقعون تواجدها في الملتقى. وقالوا: نأمل في الحصول على فرص وظيفية أفضل، رغبة في تحسين أوضاعنا. وينقل محمد واقع بعض القطاعات ومنها جهة عمله التي لا يجد فيها التقدير رغم تحقيقه أعلى درجات التقويم وحرصه على تطوير مستواه، حيث استطاع الحصول على درجة البكالوريوس أثناء عمله، لكن ذلك لم يغير من وضعه شيئاً، في حين انتقد سلمان آلية التسجيل وعدم تواجد موظفي الاستقبال في مواقعهم، ويشكو ثامر الحربي الذي حضر بهدف الحصول على وظيفة افضل من غياب الأمان الوظيفي في بعض الشركات والمؤسسات، مشيراً إلى انه ترك العمل في إحدى شركات الاتصالات بعد أربع سنوات لعدم تثبيته وضعف الراتب، مما جعله يبحث عن فرصة جديدة تضمن له دخلاً جيدا. نظرية الاستبقاء ويأخذ الرئيس التنفيذي لمجموعة تميزي الدكتور سمير محمد حسين على الشركات إهمالها استقطاب المتميزين والمحافظة عليهم، مشيرا إلى غياب هذه الثقافة في غالب الشركات والمؤسسات. وقال: نجد الكثير من الشركات تلجأ لمفاوضة موظفيها الذين يقدمون استقالاتهم رغبة منهم في استبقائهم، في حين لا تقوم بخطوات استباقية للمحافظة عليهم، وحدد المشكلة في الكفاءات، مستبعداً ضرورة المحافظة على كافة الموظفين.