في تأكيد جديد على عزم سورية إجراء تغيرات سريعة في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية وتنفيذ توصيات المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم في سورية بالسرعة الممكنة فقد علمت «الرياض» أن الرئيس بشار الأسد أصدر قرارا يقضي بنقل كل من اللواء بهجت سليمان رئيس الفرع الداخلي في إدارة امن الدولة إلى المقر العام للجيش والقوات المسلحة وحل مكانه اللواء فؤاد ناصيف رئيساً لفرع الأمن الداخلي الذي كان يشغل منصب رئيس فرع 225 للمواصلات السلكية واللاسلكية في المخابرات العسكرية في سورية، كما صدرت الأوامر بنقل اللواء حسن خلوف رئيس فرع فلسطين من شعبة المخابرات العسكرية لمعاون إدارة المخابرات العامة بدمشق، وثبت اللواء آصف شوكت رئيساً لشعبة المخابرات العسكرية وعين نائبا له اللواء محمد سمور رئيس فرع المنطقة. وكان الرئيس السوري اصدر قرارا منذ أيام قليلة بتعيين علي مملوك رئيسا لجهاز أمن الدولة بدلاً من هشام اختيار الذي تم تعينه عضوا في القيادة القطرية بمنصب مكتب الأمن القومي. وقد أجرت سورية تغيرات في المناصب الاقتصادية حيث تم تعين عبد الله الدردري نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية في مؤشر على أن سورية تريد الاتجاه إلى اقتصاد السوق بدل من الاقتصاد الاشتراكي، في حين وصف مراقبون التغيرات التي تجريها سورية بأنها ضرورة ملحة تفرضها الظروف الدولية المحيطة والضغوط التي تتعرض لها وخاصة في الشأن الأمني. من جهة ثانية اعتبر وزير الإعلام السوري الدكتور مهدي دخل الله أن الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدةالأمريكية على سورية هي محاولة لإخفاء الأزمة السياسية التي تتعرض لها أمريكا في العراق وقال في تصريحات صحافية «الولاياتالمتحدة تواجه أزمة ومن السهل إلقاء اللوم على الآخرين وبخاصة على سورية التي وقفت وتقف دائماً ضد أن تكون الحرب وسيلة لحل المسائل الدولية وضد أن تكون الحرب موجودة في حياتنا في القرن الحادي والعشرين». وأوضح دخل الله بأن الطريقة الأمريكية في تصدير أزماتها أصبحت معروفة « السياسة الأمريكية وجدت في لبنان خيبة أمل كبيرة بعد خروج السوريين لأن حقيقة المشكلة هي بين الولاياتالمتحدة والشعب اللبناني هذا الشعب الذي أثبت في غالبيته أنه مع القوى الوطنية اللبنانية والمقاومة ومع العلاقات المتميزة مع سورية. حتى بعد عودة القوات السورية». وكرر دخل الله تأكيد بلاده بأنها أخرجت جميع قواتها من لبنان سواء العسكرية أو الأمنية.