تسابقت الاندية السعودية في إحضار العديد من المدربين الاجانب الكبار منهم والمغموريون، واستقطاب نوعيات جيدة له دور كبير في ارتقاء مستوى كرة القدم ان احسنت الاندية الاستفادة من خبراتهم التدريبية بطريقة وبشكل احترافي متخصص وبالاخص في اغلب الاندية الكبيرة، ومن خلال قراءة متأنية لأداء هؤلاء المدربين في الفترات السابقة والحالية نلاحظ أن شغلهم الشاغل هو تحقيق الألقاب بغض النظر عن المستويات الفنية التي تقدمها الاندية بالاعتماد على استقطاب لاعبيين محترفين اجانب لتدعيم النادي لمساعدتهم على تحقيق الإنجازات, وهذا شيء ايجابي ومطلوب ولكننا بذلك حجمنا فرص الاستفادة المثلى من العوامل المهمة والاساسية التي يتمتع بها كبار المدربين و الجهاز الفني المرافق معه والمتمثلة في عدم التركيز على تدريب اللاعبين الشباب ووضع اغلبهم في دكة الاحتياط والتغاضي عن تدريبهم على الاساليب الكروية المتقدمة و المفترض توافرها في اللاعب العصري كمهارات اختراق دفاعات الخصم عبر مساحات ضيقة في حال التكتل وكيفية استلام الكرة السريعة او السيطرة عليها او كتمها بباطن او بمشط او بوجه القدم او ايقافها بطريقة احترافية او امتصاصها سواء على الصدر او الفخذ او الرأس وكذلك كيفية التسديد المباشر او الملتف وعبر زوايا الملعب المختلفة والقريبة من مرمى الفرق المنافسة والحركة والخداغ بدون كرة أو مهارات افتكاك الكرة من الخصم ومنعه من الاحتفاظ بها لأطول وقت، والملاحظ في هذه الامر تحديداً أن اللاعبين وخصوصا المدافعين سرعان مايرتكبون اخطاء في مواقع خطيرة والحصول على كم وافر من الإنذرات الصفراء او الحمراء وهذه الظاهرة متكررة في ملاعبنا، ثم ان اغلب اللاعبين لايزالون يعتمدون على الاساليب القديمة في استدراج الفريق المنافس و تجدد النشاط الحركي لبعض اللاعبين يتمثل في كسب ارض في ملعبهم وليس في ملعب الخصم مما يؤدي لقتل وقت ومتعة المباراة، ولاننسى قلة الاستفادة من الركلات الحرة أو الثابتة او الركنيات وعدم اجادتها بالشكل المطلوب والتي هي عادة ما تمثل نقطة تحول في المباراة لصالح الفريق ان استطاع اجادتها بالشكل المدرب عليها, والغريب ان تجد اغلب اللاعبين في أندية كبيرة يتحصلون على خمس ركلات ركنية بالمباراة الواحدة او اقل او اكثر ولا يستفاد منها, كذلك الحال في الرفعات غير المتقنة من قبل الاظهرة والتي اغلبها عشوائية. نحتاج من هؤلاء المدربين الكبار وجهازهم الفني الكثير ليعلموه للاعبينا من خلال تجاربهم وممارستهم في التدريب الطويل والمتقن كانوا يصنعون ذلك في بلدانهم , وهذا الدور في التوجيه والوعي يقع على عاتق ادارات الاندية وضرورة تضمين ذلك ضمن شروط التعاقد معهم حتى تتمكن ادارة المنتخبات أن تجد لاعبين مكتملين تكتيكيا ومدربين تدريبا فنيا عالياً من خلال انديتهم.