فتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة جناح المملكة العربية السعودية في معرض لندن الدولي للكتاب يوم الاثنين الماضي حيث ظهر الجناح السعودي بشكل أكثر جاذبية وثراء معرفياً، وعددا أكبر من العارضين. كما تأتي هذه المشاركة الثقافية السادسة على التوالي للمملكة في معرض لندن الدولي للكتاب لتبرز ما وصلت اليه من تطور وما تتيحه من فرص التلاقي والتعاون والتبادل الثقافي بين الجهات السعودية المشاركة وزوار المعرض الذي يشارك فيه أكثر من 1500 شركة طباعة ونشر و 24500 من رجال الأعمال والعاملين في صناعة الكتاب والنشر من 55 بلداً في أنحاء العالم، ويستمر لمدة ثلاثة ايام. حيث تشرف على المشاركة وتعد لها وتنفذها وزارة التعليم العالي ممثلة في الملحقية الثقافية في المملكة المتحدة وآيرلندا. سموه: خادم الحرمين وسمو ولي عهده يوليان صناعة الكتاب والمنتج الثقافي عنايتهما وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بجولة على أقسام الجناح المختلفة حيث قدم ممثلو المكتبات ووزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تشارك للمرة الأولى في المعرض شرحاً وافياً عن طبيعة ونوعية مشاركتهم والهدف منها. كما شملت جولة سموه زيارة أجنحة الدول الخليجية والعربية والاسلامية وكبريات دور النشر البريطانية والعالمية. وأبدى سموه إعجابه بالتطور النوعي الملاحظ على الجناح من حيث المساحة والمعروضات مؤكداً أن مشاركة المملكة للمرة السادسة على التوالي في المعرض ليست فقط بهدف التواجد في المعرض وإنما للتعريف بالحجم الكبير لقطاع النشر بجميع انواعه في المملكة وللأهمية التي يحظى بها الكتاب الورقي والالكتروني في المملكة. الأمير محمد بن نواف يفتتح الجناح السعودي كما أوضح الأمير محمد بن نواف أن مشاركات الجهات المختلفة أبرزت التنوع العريض والتقدم الكبير الذي صاغته حركة النشر والتأليف والترجمة في المملكة كنتيجة مباشرة للعناية الفائقة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهما الله - لهذا القطاع الثقافي المهم. الى ذلك شاركت وزارة التعليم العالي أيضاً في المحاور الثقافية ضمن فعاليات المعرض بمحاضرة ألقاها ظهر أمس الأول الدكتور منصور بن عبدالله الزامل الاستاذ المشارك في قسم علوم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك سعود عن " دور الكتاب الالكتروني في تطور أساليب التعليم" ومحاضرة القتها الدكتورة ماجدة بنت عزت غريب الأستاذة المساعدة في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز عن "النشر الاليكتروني في المملكة العربية السعودية: تطوره ومستقبله". الاستعدادات مبكرة وكانت الاستعدادات للمشاركة السعودية قد بدأت منذ اكثر من عشرة اشهر ودعي لها عدد من دور النشر السعودية اضافة الى الجهات السعودية الحكومية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي، ووزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد. كما شارك في احتفالية هذا العام عدد من دور النشر الرائدة في مجالات النشر والترجمة والبحوث والتقنية الحديثة في المملكة منها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية. ومن خلال افتتاحه برهن معرض لندن الدولي للكتاب الذي بدأ قبل 41 عاماً انه ما يزال سوقا عالميا يختص في عقد الصفقات وفتح الفرص التجارية في مجالات الكتاب المطبوع والمرئي والمسموع الى جانب الافلام والمواد التلفازية والقنوات الرقمية المتعددة ويتوقع ان يزوره هذا العام اكثر من 25 الفاً من المهتمين بصناعة الكتاب ونشره وتسويقه. يشمل معرض لندن للكتاب الدولي طيفا واسعا من قطاع النشر من خلال مشاركة 1500 شركة طباعة دولية، و24500 من رجال الاعمال والعاملين في صناعة الكتاب والنشر، ويقدم اكثر من 400 من الحلقات والفعاليات الدراسية والمهنية. ضيف الشرف كل عام يختار معرض الكتاب الدولي دولة لتكون ضيف شرف على المعرض وتصبح هذه الدولة " تركيز السوق". وهذا العام رحب معرض الكتاب بالصين، الناشرة الأكبر في العالم من حيث الحجم، لتمثل "تركيز السوق" لعام 2012. وتم التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني لدعوة حوالي 20 من الكتاب الصينيين للعاصمة لندن لعقد سلسلة من المناقشات، والقراءات والمحادثات للاحتفاء بافضل ما يقدمه الأدب الصيني. ولكن ما اثار نقاشا واسع النطاق معارضاً لهذه الخطوة أنه تم اختيار الكتاب الذين يشكلون الوفد الصيني بالتشاور مع الادارة الصينية العامة للصحافة والنشر، التي من مسؤولياتها الرقابة على وسائل الاعلام المطبوعة والناشرين. وبالتالي يجعل التبادل الثقافي الحقيقي شبه مستحيل، ويضع حرية التعبير في الصين تحت المزيد من الضغوط. كما أفاد النقاد أن الاختيار استبعد الاقلام المعارضة مثل غاو كسينغجيان، الصيني الوحيد الحائز على جائزة نوبل للآداب، والكاتب والناشط السياسي المسجون ليو الذي حصل في عام 2010 على جائزة نوبل للسلام. وأضاف البعض الآخر ان هذا المعرض يعطي موافقة ضمنية على قمع الصين لحرية التعبير. من جانب آخر أكد مدير المعرض ورئيسة المجلس الثقافي البريطاني للآداب ان برنامج الصين الذي يقدمه المعرض فرصة كبيرة لتعميق التفاهم وتعزيز الروابط الثقافية والتجارية بين المملكة المتحدة والصين. واضاف انه "من المتوقع أن تحتل مواضيع الرقابة وحقوق الانسان مكانة بارزة في جميع المناقشات والحوارات. فهذه تشكل قضايا رئيسية للجمهور في بريطانيا."