تمكنت وردة من بداية علاقتها بشكل مباشر مع الأغنية الخليجية حينما استمعت إلى تجربة طلال مداح وسراج عمر، فاختارت أن تعيد أداء "مقادير" التي غناها مداح عام 1976 في برنامج تلفزيوني خيرها بينها وبين أغنية "أغراب"، فاختارت أن تعيد الأولى عام 1978 ما أشهر الأغنية هو تبني وردة لها وتضمينها إياها ضمن برامج حفلاتها منذ ذلك العام. ورغم تكريس تجربة حداثة الأغنية عند عبد الكريم عبد القادر والملحن عبد الرب إدريس من جهة، وطلال مداح وسراج عمر من جهة أخرى إلا أن وردة كرست تجربتها هي أيضاً مع بليغ حمدي كما فيروز مع الأخوين رحباني. وقد قدم لها الشاعر السعودي محمود نواب نصوص أغنيات أعيد تمصيرها من لهجتها الحجازية ووضع ألحانها سيد مكاوي، وهي على التوالي:"يا ما ليالي" (1982)،"يا ناس لا مش كده" (1983)،"العروسة" (1983). وتقدم لها الملحن سامي إحسان بأغنية طويلة عنوانها"موكب الصبر" (1986) من كلمات بندر بن فيصل، ثم لحن بليغ حمدي قصيدتين من شعر مانع سعيد العتيبة في عام 1987 "حب الحبيب، ووعد الحبيب". وفي ذروة انطلاق وردة في مرحلتها الغنائية الثالثة مع أعمال صلاح الشرنوبي وأمير عبد المجيد أنجزت مجموعة غنائية من الغناء اليمني من كلمات وألحان أبو بكر سالم بلفقيه مكونة من أربع أغنيات بعنوان "سيبوه" 1993 تتضمن أغنيات سجلها سابقاً"خلي أسر قلبي، يا مروِّح بلادك، يا رادّ عوّاد" وأغنية طويلة جديدة "سيبوه" سوف يؤديها لاحقاً. وقدم لها في ذات العام الشاعر عبد العزيز النجيمي باللهجة المصرية أغنية"مش هتغير" (1993) وضع لحنها أحمد السنباطي ولم تكن موفقة إذ جرفتها تلك المرحلة الغنائية التي تخالف جمالياتها ومنطقها الغنائي. والآن تعود وردة لأداء أغنية جديدة تمثلها في مرحلته الغنائية الحالية لم تسقط عليها من خارج منطق وردة الغنائي بل هي ضمن التركيبة "الورداوية الغنائية" كما تفضل أن تصف أسلوبها الغنائي ومواضيعه وجماليته وأشكاله. ولعل مشكلة الأغنية الجديدة هو توريط عبادي الجوهر الذي ينزل إلى صف أدنى عندما يتجلى أمامه صوت المغني، فو يفقد كل خواص الأداء التي تميز بها لا الغناء وهو يفقده. وقد حدث للجوهر هذا حتى مع صوتين يعقبانه فنياً عندما شاركهما الغناء من أعماله القديمة وهما ماجد المهندس وأصالة. تتجلى الأغنية بصوت وردة حتى كأن صوت عبادي ضائع من بين الآلات رغم جهده الواضح وخبرته غير المنكرة في سياق مشاركته مغنية كبيرة وذات خبرة وجمال صوت رغم الكبر دخل في ذرى عتاقته وبخوره الإنساني والطقوسي. لعل أغنية" زمن ما هو زماني" تكشف أن وردة تستعيد بساطتها مزودة بتلك الخبرة والعناية الأدائية التي لا تغيب عنها بصمتها الجميلة رغم السنين. وردة تنشر شذاها على الأغنية الخليجية تقطف منها وتمدها بالرحيق المعتق. بقدر ما تصف الأغنية وردة قمراً بين النجوم. إنها وردة !