طال الانتظار والمنتظر مل صبره هذه الكلمات تجسد حال المهندسين في القطاع الحكومي إذ إنهم مازالوا ينتظرون بارقة الأمل لإقرار الكادر الهندسي الذي طال انتظاره حتى وصل الحال بالبعض لحد الإحباط واليأس، نعم مرت سنة أو أكثر على الوعد الذي قطعه وزير الخدمة المدنية السابق على نفسه باعتماد الكادر الهندسي خلال 45 يوماً من تاريخ مقابلته لجمع من المهندسين آنذاك، ومازال أكثر من 35 ألف مهندس سعودي يترقبون ويتأملون إقرار الكادر الهندسي وصدور سلمهم الوظيفي الذي يضمن لهم حقوقهم المادية والمهنية، ويضمن لهم التأهيل والتدريب والتطوير. وليس خفياً على الجميع ما يمثله المهندسين من أهمية كبرى، فهم يشكلون ركيزة محورية للتنمية والاقتصاد بشكل عام، حيث يدخل القطاع الهندسي في كافة المجالات التنموية، سواءً كانت عمرانية، أو كهربائية، أو طبية، أوصناعية، أو ميكانيكية أو تقنية معلومات وتجارة. وليس خفياً أن من أبرز الأسباب المؤدية لتعثر المشاريع هو عدم تأهيل الكوادر الهندسية المشرفة على هذه المشاريع من الناحية المهنية والمادية، بل إن من أسباب وجود الفساد في المشاريع ما يتعرض له المهندسون من مغريات مادية أثناء الإشراف على المشاريع الحكومية في ظل تواضع ما يتقاضونه من رواتب وحوافز، وخوفاً على المهندسين في القطاع الحكومي من التسرب نحو وظائف أو مجالات عمل أخرى لتحسين أوضاعهم المادية فإن الواقع يستلزم تصحيح أوضاع كافة المنتمين للقطاع الهندسي ليس في إقرار الكادر فقط بل يجب أن يقدم للمهندسين المزيد من الحوافز التمكينية التي تضمن لهم إيجاد بيئة مهنية وعملية مميزة. لقد آن الأوان لأن تتحقق الأمنيات والمحفزات التي تعالج القضايا والمشاكل التي يعاني منها المهندسون في هذا البلد فحاجة المهندسين والوطن تستدعي ذلك، وأتمنى ألا يبقى الحال كماهو عليه الآن؟! إذ أتطلع لأن يتم الإسراع في إقرار الكادر الهندسي الذي انتظره المهندسون سنوات عديدة لتعزيز دور المهندسين والحفاظ على ما تبقى منهم في القطاع الحكومي. *متخصص في التخطيط العمراني