استمرت معدلات التضخم في السعودية بالارتفاع فوق مستوى 5٪ خلال السبعة أشهر الأخيرة، فقد سجل معدل التضخم ارتفاعاً بلغت نسبته 5,4٪ في مارس 2012م، وهي أعلى نسبة تضخم منذ ديسمبر 2010م. ولا تزال مجموعة السكن وتوابعه، ومجموعة سلع وخدمات أخرى، ومجموعة الأطعمة والمشروبات من أقوى المجموعات تأثيراً على معدلات التضخم في السوق السعودية (الشكل 1). وبالرغم من الانخفاض النسبي الذي سجلته مجموعة السكن وتوابعه ومجموعة سلع وخدمات أخرى، إلا أن استمرار النزعة التضخمية في شهر مارس جاءت نتيجةً للارتفاعات الملحوظة التي سجلتها مجموعة الأطعمة والمشروبات لاسيما الخضروات والفواكه الطازجة التي ربما تأثرت أسعارها بالأحداث في سورية. وما يثير القلق والاستغراب هو التفاوت الكبير الذي تميزت به معدلات التضخم في شهر مارس 2012م بين المجموعات الرئيسة والفرعية لاسيما في مجموعة الأطعمة والمشروبات، ففي الوقت الذي تشهد فيه بعض المجموعات استقراراً نسبياً (أو انخفاضات محدودة) نجد مجموعات أخرى تسجل ارتفاعات كبيرة مثل مجموعة الأسماك والقشريات (20٪)، والخضار الطازجة (10.8٪)، والفواكه الطازجة (9,2٪). أيضاً تميزت معدلات التضخم بين المدن بالتفاوت الكبير وغير المسبوق في شهر مارس 2012م. فقد سجلت مدينة تبوك أعلى معدل تضخم سنوي بلغ 10,1٪ في مارس 2012م مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، تلتها مدينة الطائف بنسبة 7,7٪، ثم مدينة الدمام بنسبة 7,4٪. في حين سجلت مدينتا عرعروالباحة أدنى معدل تضخم، حيث بلغ معدل التضخم في عرعر 1,9٪، وفي الباحة 2,1٪ (الشكل 2). ويظهر التفاوت الكبير بين مدن المملكة في مجموعة السكن وتوابعه ومجموعة الأطعمة والمشروبات. حيث سجلت مدينة الدمام في مارس 2012م أعلى معدل تضخم سنوي في مجموعة السكن وتوابعه بلغ 15,3٪ ، في حين سجلت مدينة بريدة أدنى معدل تضخم سنوي في هذه المجموعة بلغ 1,0٪. كذلك اتسعت الفجوة بين معدلات تضخم السنوية التي سجلتها مدن المملكة في مجموعة الأطعمة والمشروبات، حيث بلغ معدل التضخم السنوي لهذه المجموعة في مدينتي تبوك والمدينة 14,1٪ و 12,7٪ (على التوالي)، بينما لم يتجاوز 0,9٪ في مدينة الباحة (الشكلان 1 و 2). [email protected] * مستشار اقتصادي