يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي اليوم - الخميس - في قمة بارزة بعد تصويت فرنسي وهولندي ب«لا» لاتفاقية الدستور الأوروبي وظهور الخلاف مع بريطانيا بعد قرار رئيس الوزراء توني بلير تأجيل التصويت على الدستور لموعد غير محددة. وقد تضاعفت الخلافات الفرنسية البريطانية ولم تصل إلى حل رغم الزيارة التي قام بها بلير لباريس واللقاء مع الرئيس جاك شيراك. وقد دعا بلير أوروبا القديمة إلى التغير في ضوء طلبات الرأي العام. وشدد رئيس الوزراء البريطاني موقفه بعد اللقاء المشترك مع الرئيس الفرنسي وقال إن هناك خلافات عميقة. ولم يلتق شيراك وبلير في مؤتمر صحافي مشترك عقب انتهاء مباحثاتهما في باريس وعقد رئيس الوزراء البريطاني مؤتمره الصحفي بمفرده في مقر السفارة البريطانية بباريس. ويعطي هذا المؤشر عمق الخلافات بين البلدين حول مسيرة الاتحاد الأوروبي. وقد شن بلير هجوماً على طريقة تسيير الأمور بالاتحاد وطالب بالتغيير ولإعادة النظر والتعبير عن طموحات الرأي العام الذي أظهر تحفظه في فرنسا وألمانيا. عمل بلير إلى ترحيل المشكلة إلى باريس، حيث حاول الرئيس جاك شيراك التركيز على نصيب بريطانيا من موازنة الاتحاد الأوروبي حيث تسترد حوالي ثلاثة مليارات جنيه استرليني. ورفض «بلير» التخلص عن هذا الحق، إلا إذا أعاد الاتحاد جدولة الانفاق ورفع الدعم للمزارعين حيث تحصل فرنسا على نصيب الأسد. وتسعى بريطانيا لتأجيل موضوع «الدستور» الأوروبي لفترة طويلة، بينما الموقف الفرنسي مع الألماني يطالب بالاستمرار رغم الاحتجاج من الرأي العام والذي ظهر في فرنسا وألمانيا. وينظر الجميع إلى قمة بروكسل لمعرفة النتائج وأثر الصدام الفرنسي البريطاني على مسيرة الاتحاد خصوصاً وأن بريطانيا تهدد باستخدام «الفيتو» إذا قرر الاتحاد بحث موضوع حصول لندن على 3 مليارات جنيه استرليني من حصتها التي تدفعها وتبلغ حوالي 7 مليارات جنيه.