عرضت مساء الخميس مسرحية "حكاية لعبة" على مسرح مركز الملك فهد الثقافي ضمن فعاليات مسابقة "مسرح شباب الرياض" التي تختتم نهاية الأسبوع الجاري. ولعب بطولة المسرحية كلّ من يعقوب الفرحان, ومحمد مقبل, وعبدالله السنوسي, وأخرجها يزيد الخليفي. وهي تتناول مأساة هاملت للمؤلف البريطاني شكسبير لكن من زاوية مختلفة تحاكي قضايا "سعودية" خاصة مثل تحجيم دور المرأة في المجتمع واللجوء للأوهام والسحر والشعوذة للعلاج إلى جانب قضية غياب العنصر النسائي عن المسرح. وقال المخرج يزيد الخليفي الذي تألق في تقديم "مشهدية" مسرحية متميزة, إن هذا العمل يعد التجربة الأولى له في مجال الإخراج كما أنه أول عمل تقدمه الفرقة التي أسسها تحت اسم "مجموعة كالوس للمسرح والفنون" والمكونة من اثني عشر فناناً ما بين كاتب وممثل وفنيين ، موضحاً أن مسرحية "حكاية لعبة" تُقدم صراعاً بين أربعة شخصيات فاعلة هي "الشخص المادي" ، و"صاحب المبادئ"، والشخص غير المبالي، والرابع العقلاني الذي يحاول أن يجد حلولاً للمشاكل".. و"كان هذا الصراع فرصةً لنا لنثر أفكارنا الخاصة حول قضايا معينة نرى أنها تشغل المجتمع وتؤرقه". مشيراً إلى أنه وظف خيال الظل في المسرحية ليحاكي الأجواء الأدبية التي ميّزت التراث الشكسبيري "كما أن الموسيقى المستخدمة مستوحاة من معزوفة خاصة بمسرحيات شكسبير". هذا وتمنى مؤلف المسرحية عبدالله الحمد أن يكون هذا العمل إضافة للمسرح السعودي الذي يرى أنه "قدم ويقدم تجارب مبهرة داخل وخارج المملكة ومسابقة "مسرح شباب الرياض" تمثل خبرة تراكمية للمسرح السعودي لأنه أتاح فرصة عرض نوادر المسرح العالمي بشكل مبسط للناس". في حين قال الفنان عبدالإله السناني إنه سعيد برؤية هؤلاء الشباب المثقفين المهتمين بالعمل المسرحي و"أشكرهم على تقديمهم العمل باسمي وأعتبر ذلك تشريفاً وتكريماً منهم وأقدر لهم هذا التوجه وأتمنى لهم التوفيق في مشوار حياتهم وتحقيق العالمية". متمنياً إيجاد أكاديميات تعنى بهذه المواهب وتعدهم وتصقلهم بشكل احترافي يخدم الساحة الثقافية السعودية. من جانبه قال محمد مقبل أحد أبطال المسرحية وبطل مسلسل "37" الشبابي الذي بثته MBC, إن مشاركته هذه تعد الأولى له مسرحياً "حيث عرضت علي بعض الأعمال المسرحية الكوميدية سابقاً ورفضتها بسبب رهبتي الشديدة من الوقوف على خشبة المسرح ولكن حكاية لعبة كانت قصة أخرى، فبحكم تخصصي في اللغة الإنجليزية وآدابها كان لشكسبير نصيب كبير في دراسة فن المسرح بشكل عام وفن شكسبير بشكل خاص". مضيفاً "وعندما قرأت نص مسرحية "حكاية لعبة" الذي ألفه الأخ المبدع عبدالله الحمد لم أستطع منع نفسي من الموافقة على المشاركة في عمل ممتاز مثل هذا العمل خاصة وأنه سيكون أول وقوف لي على خشبة المسرح على الإطلاق.. كما أحببت ذلك التحدي في تقديم مسرحية جادة وباللغة العربية الفصحى". وأكد مقبل أن التجربة المسرحية بالنسبة له كممثل تختلف تماماً عن تجربته التلفزيونية السابقة, حيث يقول: "بالطبع هناك أدوات ومعايير مسرحية أقرأ عنها ولا أعرف كيفية تطبيقها حتى ساعدني المخرج يزيد الخليفي والممثل المتميز يعقوب الفرحان وبقية الطاقم. تعلمت أموراً كثيرة في فترة بسيطة، منها أن حفظ النص المسرحي رغم صعوبته إلا أنه غير مستحيل, بالإضافة إلى الجرأة في الوقوف أمام المشاهدين الذين ينتظرون منك أداءً جميلاً يستحق حضورهم وجلستهم وانتظارهم وبالتأكيد احترام عقلهم كما تعلمت الحركة على خشبة المسرح ومن أهمها عدم إعطاء ظهري للمشاهدين أبداً، فهم حضروا ليشاهدوا وجوهنا وليس ظهورنا". وبخصوص مسابقة "مسرح شباب الرياض"، قال مقبل إن المسابقة اعتمدت مسرحية "هاملت" كأساس لجميع النصوص المسرحية التي ستشارك في المسابقة حيث يقوم المعني بأمر الكتابة بإعداد نص مقتبس أو مستوحى من مسرحية هاملت, معتبراً هذا التحدي جميلاً كون "كاتب نص "حكاية لعبة" لم "يعدّ" مسرحية هاملت بل إنه ألف نصاً مسرحياً جديداً". يذكر أن فعاليات مسابقة "مسرح شباب الرياض" مستمرة حتى مساء غد الاثنين حيث ستعرض مساء اليوم الأحد في مركز الملك فهد الثقافي مسرحيتان هما: "محاكمة شكسبير" للمخرج فهد العصفور, و"هاملت سقط سهواً" للمخرج جلواح الجلواح, فيما ستعرض في الليلة الختامية مساء غد مسرحية واحدة هي "أوراق الربيع" للمخرج باسل الهلالي سيتبعها حفل توزيع الجوائز للفائزين في المسابقة. الجمهور حضر وتفاعل مع الملحمة الشكسبيرية مسرحية حكاية لعبة لقطات من المسرحية الزميل الحميدي يحاور المخرج الخليفي عبدالإله السناني متحدثاً ل«الرياض»