نبه الدكتور عصام الوقيت عميد التعاملات الإلكترونية والاتصالات في جامعة الملك سعود إلى أن سياسة الخصوصية التي تذكرها العديد من المواقع للدلالة على محافظتها على معلومات المتعاملين ليست صحيحة وأن هناك جهات تطلب منها معلومات ولا تستطيع عدم التجاوب معها. واستدل الوقيت بطرح الحكومة الأمريكية لمناقصة تطلب من الشركات المختصة بتحليل الشبكات الاجتماعية التقدم لها، بالإضافة إلى قصة الشاب البريطاني الذي منع من الدخول للولايات المتحدةالأمريكية بسبب تغريداته حول إجازته التي سيقضيها هناك والتي أكد انها ستكون ممتعة جدا وانه سيقوم ببعض التصرفات التي يراها البعض غير مقبولة من أجل متعته لكن بسبب تلك التغريدة احتجزته السلطات الأمريكية في المطار وقامت بترحيله مباشرة ويتساءل كيف توصلت إليه؟، واستشهد بتجربة سابقة لزميل قام بتسجيل اسم مستخدم على احد شبكات التواصل الاجتماعي بدون تسجيل أي معلومة أخرى كالعمل أو الدراسة أو الأشياء المفضلة لكنه تفاجأ بعد فتره باقتراح مجموعة من الأسماء مشابهة للتسجيل الرسمي له بالاسم الصريح مما يرجح ان تلك الشبكات تتعرف على المستخدم من خلال الip . وتحدث الوقيت ضمن فعالية رياض قيكس حول تحليل المعلومات في الشبكات الاجتماعية التي عقدت الأحد الماضي أن مصطلح الخصوصية قد يكون اختفى الآن فخلال الأعوام من 2000 وحتى 2004 كان الناس يتحدثون عن هذا المصطلح وفي الغالب لا يضع المستخدمون أسماءهم ولا أعمارهم الحقيقية فضلاً عن متعلقات أخرى، لكن مع وجود الشبكات الاجتماعية فإن ذلك المصطلح قد انتهى والآن تجدها حريصة على استكمال كامل المعلومات حول المستخدم الذي يجد في كل مرة يسجل فيها الدخول لأحد تلك الشبكات تنبيهاً عن معلومات ناقصة لاستكمالها، ومن ثم الاستفادة من تلك المعلومات. وبين الوقيت ان الشبكات الاجتماعية فرضت نفسها على المجتمعات بمختلف ثقافاتها وأماكنها الجغرافية، وفي الغالب البقاء للقليل المتميز فهناك محاولات مشابهة للفيسبوك مثلاً لم يكتب لها النجاح كان منها محاولة لأحد البلدان في أمريكا الجنوبية تحولت فيه تلك الشبكة إلى نشاط إجرامي لتجار المخدرات مما اضطر الدولة لإغلاقه، لكن المتفق عليه هو أنه مهما تعددت الاستخدامات فإن السمة المشتركة بين المستخدمين أنهم يضعون اختياريا كما هائلاً من المعلومات في ما يمكن تسميته بدولة الفيسبوك التي تحتوي على 800 مليون مستخدم يقضون شهرياً 700 مليار دقيقة، ويجمع التويتر 140 مليون مستخدم ومليار تغريدة كل 3 أيام، أما اليوتيوب فهناك 92 مليار صفحة مشاهدة شهرياً، و135 مليون مستخدم في لينكد إن. أما من يبحث عن المعلومات يذكر الوقيت أن المعلن في المقدمة وإن كان هذا ما تميزت به غوغل كفكرة لجلب المعلن حسب كلمات البحث، فإنه وبعد الشبكات الاجتماعية قد أتيح للمعلن أن يستهدف العمر والجنس والبلد والاهتمام وغيرها مما يحقق له هدفه الإعلاني بدقة كبيرة، وتأتي القطاعات الحكومية والتجارية كذلك ضمن الباحثين عن المعلومات فالعدد المسجل في الشبكات الاجتماعية حالياً والتفاعل الكبير يعطيك انطباعا صحيحاً حول توجهات المستخدمين فهو يكشف الرضا حول الخدمات المقدمة، ويعطي انطباعاً حول رأي الجمهور في قضايا معينة، وهو مهم في قضية الحشد والتأثير على التوجه، وغالباً ما يكشف عن القضايا الساخنة في بداياتها. وحول ماذا تستطيع معرفته من تحليل المعلومات يذكر الوقيت ان هناك معلومات بسيطة يمكن معرفتها مباشرة كعدد المتابعين وعدد مشاركاتك، وهناك معلومات أعقد مثل مدى التأثير وتوزيع متابعيك، وأهميتهم وتوزيعهم جغرافياً، وقيمتك الإعلانية وعلى سبيل المثال فاليدي غاغا تحصل على قرابة ثلث دخلها السنوي من نشر إعلانات على تويتر. واختتم الوقيت حديثة للشباب بأن الشبكات الاجتماعية تحوي مليارات المدخلات اليومية وهي تمثل ثروة لمن يستطيع تحليلها بالشكل المناسب فالمستخدم يجب أن يحذر فيما ينشره، وكيف يستخدمه خصوصاً للعاملين على التطوير فهناك فرص ذهبية في هذا المجال وهذه المشاريع أصبحت تدر دخلاً كبيراً للمستثمرين فيها.