رنين.... يتحطم في رعشة واحدة..... هدير.... ما عاد من رمل وماء وأسمنت.... طقطقة.... مطر فوق الزينكو... قرقعه.... ملاعق تحرك ضوءاً في الصحن.... خرير... يسقط من علو في كأس فارغ.... تك....تك.... الوقت عامود يزداد طولاً... خفوت... ربما أنين نبته تقلع من جذورها بقوة... صدى... نجوم تقع من قبضة هواء يشرد في الماء... شهقة غصن تشتعل براعم... في الشجرة نفسها التي أربكني نواحها هذا الصباح... ريح تنفخ أنفاسها... في أصوات تحتشد... تهدر... تصعد... في غيمة لا تنهمر الدموع من عينيها... ما أصلبها! لكنها تتحرك مثل جسدي وأطرافي ... إنها أصوات... تصعد... تظل تصعد.... ترسم بور تريه... لصمت مطبق... "قبيل سقوط الشمس..." * أتخيل نفسي في مخيم لاجئين.. مكان مفتوح مع آلاف الأغطية البلاستيكية المربوطة إلى أعمدة تسيل من نسيج كثافة عظام تخفق في البرد... كما لو كنت تحت دبابة...؛ أو في ملصق شهداء أو في إناء لا أتقن الحفر فيه... * أحدهم يتريث هنيهة عند ستارة تفصل بين خيمتين.. رجل ،طفل وامرأة تفرك يد بيد.. وجوه تغرق في ظلال أغطية ،أرغفة وعلب حليب...في الخارج مازال الكلب ينبح عمراً كاملاً.... * تستلقي،تحدق في سقف الخيمة،منتظرة أن يأيتها النوم... "لست أنا الموجودة هنا،مجرد حياة تعبأ في كيس طحين... أو صرخة تدوي باكراً ولا تصل... نظرة تحفر عميقاً في صورة (بيت،بنت وولد)... البيت يسقط... البنت تجري... الولد يتبعثر في نسيج حشرات تفتت الصورة على مهل... * غرفة تتقافز للأعلى والأسفل... رقائق دهان تتساقط في السقف... ضوء يشع حتى أنه يمكنك أن ترى وجهك في كوب الشاي الأسود... لكن النوم لا يأتي أبداً... الذبابة العظيمة التي أصبحت شاهداً.... تناطح السحاب... في الضوء الذهبي تنزلق أصابع إلى أخرى... ينحني فوقها ... لحيته تدغدغ وجهها... يحدث هذا أيضا في القصف... قبيل سقوط الشمس في كوب شاي أسود.... شاعرة لبنانية آذار 2012