في عالم المطاعم والوجبات السريعة تظل مدينة الرياض ومعظم مدن المملكة حديثة العهد بالأكلات والوجبات المستوردة، فرغم الانتشار المبكر للمشروعات الغازية والحلويات التركية؛ تظل ثقافة الوجبات المستوردة محدودة حتى أواخر التسعينيات الهجرية وبداية الثمانينيات الميلادية، حيث عرفت مدن المملكة شطائر أو "ساندويتش" الشاورما ووجبات "الهامبرجر" التي انتشرت بصورة جلية منذ منتصف العقد الأول للقرن الهجري الحالي، وساعد في انتشارها التوكيلات الجديدة للمطاعم العالمية ك"ونديز" و"هوبر" وهارديز" و"ماك برقر" وقبلها كانت مطاعم هرفي الوطنية قد بدأت نشاطها من عام 1401ه، كما بدأت وجبات "سنادويتش" الفلافل المشكل في مدينة الرياض من حي الملز في شارع زيد بن الخطاب منذ عام 1403ه، وتأخرت مطاعم الفطائر الساخنة بمعناها الحالي إلى نهاية الثمانينيات وبدايات التسعينيات الميلادية في حين يكان الانتشار الحقيقي لوجبة "البروستد" منذ عام 1401-1402ه، وإن كان قد سبق هذا التاريخ ظهور لهذه الوجبة التي وجدت حينها قبولاً منقطع النظير في بعض أحياء الفاخرة وشارع الوشم إلاّ أن الانتشار الحقيقي بدأ متزامناً مع وجبتي "الشاورما" و"الهامبرجر" منذ بداية الثمانينيات، وكان لمطعم الكوخ بالملز ومطعم غوار مغامرات وليالي وأماسيّ جميلة مع زبائن الوجبات الحديثة آنذاك. كان حال وجبة "البيتزا" الإيطالية كحال وجبة "الهامبرجر"، حيث عرفها الناس أولاً في الأسواق "السوبر ماركت" تؤخذ مثلجة وتطهى في المنازل، وقد انتشرت بداية الثمانينيات إلاّ أن انتشار مطاعم "البيتزا" تأخر إلى نهاية الثمانينيات الميلادية في حين عرف الناس طفرة "المايونيز" في منتصف الثمانينيات. كانت معظم المطاعم تقتصر نشاطها على الأفراد، وفي التسعينيات الميلادية انتشرت ثقافة المطاعم العائلية، وبدت الأسر تقضي في المطاعم ساعات ماتعة حيث يجتمع الأب مع أبنائه على طاولة واحدة، كما انتشرت - في التسعينيات - محلات ال "كوفي شوب" وعرفت حينها الأسر السعودية أنواعاً جديدة من القهوة التركية والإيطالية، كما عُرفت ال"دونات" وال"تراميسو" وكعكات ال"سينيبون"، وفي أواخر التسعينيات ظهرت مقاهي "الإنترنت"، وانتشرت مراكز العصائر الطازجة، وعرف الناس أكثر الأكلات الصينية والهندية والإيطالية، وتعددت - بحمد الله - المأكولات والوجبات ليستذكر أبناء هذا الزمان الذين يطلبون "اللازانيا" و"الفتشيني" ووجبات ال"سوبريم" وال"مارغريتا" جيلاً سبقهم قبل أربعة عقود كان يدور في شارع العصارات وجيلاً أخر كان يطلب ربع كبسة في مقهى العويد. العمالة اليمنية أكثر حضوراً في إدارة المطاعم في بداية الثمانينيات