ظلت لمسات مدرب الشباب البلجيكي برودوم ومدرب الاهلي التشيكي جاروليم ومدرب الاتفاق الصربي برانكو ومدرب الاتحاد الاسباني كانيدا على فرقهم واضحة ومبرزة لشخصيتهم وقدرتهم على صناعة فريق تخشاه الفرق الاخرى، فالبلجيكي تميز بانضباطه التكتيكي وقراءته الجيدة للمباراة واحوال المنافسين والحرص على التوازن بين الهجوم والدفاع، وترسيخ الثقة لدى اللاعبين والتأكيد على انه لا يوجد احتياط وآخر اساسي، الجميع في مستوى واحد والكل جاهز لخدمة الفريق، اما جاروليم فقد احدث نقلة غير عادية في الاهلي بدليل انطلاقته القوية في الدوري، ومنحه الفرصة للاسماء الشابة، وخوضه للمباريات وفق امكانات فريقه، وتوظيفه الجيد للاعبين في مراكز متعددة والتركيز على الزج بالعناصر الشابة تدريجيا حتى يكتسبون الثقة وبالتالي عدم الخوف من المباريات الكبيرة، والوصف ذاته ينطبق على برانكو الذي قدم معه الاتفاق خصوصا في بداية الدوري وكأس ولي العهد مستويات مميزة وتقديمه لبعض العناصر، وكان ندا قويا ومنافسا على المراكز الاولى لولا ان المشاركة الآسيوية اثرت عليه فضلا عن الظروف الاخرى التي منعت الفريق بالسير تصاعديا. بوردوم ويبدو ان كانيدا يسير على خطى هذا الثلاثي من حيث الثقة بالعمل وابراز النهج في المباريات واختيار التشكيلة المناسبة، ووضع الخطة التي تمكن كل لاعب من ابراز قدراته، ويكفيه شهادة ان الفريق بعد اشرافه عليه تغير كثيرا واصبحنا نشاهده بصورة مختلفة عن صورته التي ظهر بها بداية الموسم، ويبدو ان استمراره لمرحلة مقبلة سيجعله يبرز قدراته اكثر وبالتالي عودة الاتحاد الى مستواه الحقيقي. انضباطية برودوم وجرأة جاروليم وشجاعة برانكو وتألق كانيدا تؤكد ان اختيار المدرب الكفء أمر مهم، وان منحه الفرصة وعدم التدخل في عمل أهم من ذلك بكثير، فالكثير من الفرق السعودية تحتاج الى مثل هذه النوعية التي تعزز روح الثقة باللاعب وجعله يتحمس اكثر لتقديم كل ما لديه.