محافظة (الزلفي) بموقعها وكثافة سكانها وتركيبتها، العلمية والثقافية والأدبية، خرج من رحمها العلماء والمشايخ الكبار والمثقفون والأكاديميون والشعراء والمسؤولون، المنتشرون في رحاب مملكتنا الحبيبة، لا تخلو جامعة ولا مؤسسة حكومية، إدارية أو علمية أو طبية منهم، لكن تجاوز قطار التنمية لهذه المحافظة (الزلفي) أحبط أهلها وأبناءها، وجعل دمهم متفرقاً بين القبائل! منهم من هو في القصيم، ومنهم من هو في الغاط، ومنهم من هو في المجمعة، ومنهم من هو في شقراء، ومنهم من هو في الرياض وهكذا، مدينتي الذهبية (الزلفي) كما يحلو لي أن ألقبها به دائماً ولا فخر، تناشد أصحاب القرار، لا سيما في وزارة التعليم العالي (النشطة كما قلت) بأن تنصفها ولا تتجاهلها، بل لتعاملها كما غيرها على الأقل، اشتياق أهالي الزلفي وولعهم في سبيل هذه الجامعة، جعل وجهاؤهم يطاردون المسؤولين في وزارة التعليم العالي لعل وعسى، لكنهم لما أسقط في أيديهم أو هكذا يظنون، يتساءلون يا ترى من خلف تعثر مشروع جامعتهم الذي وعدوه وكانوا يحلمون فيه، رغم توفر مساحة الأرض؟ ثم ما السبب في عدم إنشاء جامعة للزلفي للم شتات كلياتها - مع قلتها وقلة تخصصاتها- مع التوسع في إنشاء كليات أخرى تفي بالحاجة، إنشاء هذه الجامعة ليس فيه غضاضة، فالمحافظات المجاورة ستستفيد منها، وأهالي الزلفي لا يطالبون بمحاكاة الجامعات الكبيرة، بقدر ما هم يتوقون إلى جامعة تحمل اسم مدينتهم وتلبي احتياجات أبنائهم ومعلميهم الشغوفين بالتخصصات العلمية الصرفة والشواهد في ذلك حاضرة لا تحتاج إلى كبير دليل، هم يطالبون بهذه الجامعة، كي تسهم مع شقيقاتها في المجمعة وشقراء بعملية توطين التعليم الذي تسعى الدولة جاهدة في تحقيقه، جماعتي وربعي وأهلي وأنا أولهم، نعتبر مدينتنا(الزلفي) من أكبر المحافظات التابعة لمنطقة الرياض، يتبعها العديد من المراكز منها (مركز علقة) و(مركز سمنان) و(مركزالروضة) و(مركز المنسف) و(مركز الثوير) وغيرها مما لا يحضرني ساعة كتابة هذا المقال، غير ما يتبع هذه المراكز من القرى والهجر الأخرى، مدينة ذهبية كالزلفي، بموقعها الأخاذ والساحر، بين امتداد سلسلة جبال طويق وامتداد نفود الثويرات، وتشرفها باحتضان(روضة السبلة) صاحبة الموقعة البطولية التاريخية المشهورة، والذي ارتبط ذكرها بالبطل المغوار مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وباتت وجهة للمتنزهين من داخل المملكة ودول الخليج في المواسم الربيعية، هي في محافظة ذات موقع استراتيجي مميز يتوسط المحافظات يمنة ويسرة، وممراً رئيساً للدول المجاورة، أليست كل هذه المعطيات التي حظيت بها هذه المحافظة، تؤهلها بأن يلتفت لها أصحاب القرار ويجبرون خاطر أهلها الطيبين، بجامعة علمية تخدم أبناءهم وتكفيهم تبعات الأسفار والشتات، ومن زاوية أخرى دعوني (بيني وبينكم) أهمس في أذن البعض من جماعتي، الذين - ولله الحمد- كثر في مواقع صنع القرار أو قريبين منه، وأقول لهم ببراءة (الولهان) أين أنتم ؟! جماعتكم تقطعت بهم السبل، يناشدونكم الفزعة عبر الطرق المشروعة وأبواب قيادتنا المفتوحة، هذا وقت الفزعة، وقد نقل لي غير واحد، مقولة للأمير سلمان حفظه الله، يقول فيها (الذي ليس فيه خير لديرته وجماعته ما فيه خير) إي والله صدقت يا أبا فهد، يا ابن (صقر الجزيرة) هكذا هم ولاة أمرنا أعزهم الله، قريبون من كل خير، من طرق بابهم لم يخب، فكيف والطلب علمي صرف يفرحون له، بقي القول إن هذه المقالة أدغدغ بها مشاعر أخي معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي القريب من كل خير، لعله يتذكر مقابلته لجماعتي في الرياضوجدة، لأجل موضوع (جامعة الزلفي) وحديثهم معه في شأنها واستعدادهم له، لتأمين متطلباتها الأولية، وقد سعوا بالفعل من جانبهم - مشكورين- في تأمين مساحة الأرض المطلوبة لجامعتهم كمتطلب أولي، ولا يزالون متفائلين بمعاليه، لعله ينتفض لصالحهم ويرفع طلبهم لولي أمرنا أطال الله في عمره، ويؤملون فيه - وفقه الله - الوقوف معهم وتحقيق مطلبهم قبل أن يترجل، فهل تكون (جامعة الزلفي) في أجندة وزارة التعليم العالي، ومحطة عناية واهتمام معالي الوزير؟ هذا ما يأمله ويتوق إليه جماعتي أهالي محافظة الزلفي الكرماء الطيبين، قبل أن يفوتهم قطار ربيع الجامعات الذي يجوب ربوع بلادي ومازالت له الزلفي تنادي.. ودمتم بخير.